الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة.

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 16 سنة، لا أشعر بالسعادة، أكره الحديث مع الناس أو مقابلتهم، رغم أنني كنت أحب التعرف على أشخاص جددًا، وكنت أحب الحديث مع الناس.

خسرت كل أصدقائي دون سبب، لا أضحك من القلب أبدا، وأبقى في المنزل لمدة طويلة دون ملل، أشعر بالذنب على أشياء لم أرتكبها، أدمن التفكير، وعندي بعض الأفكار الانتحارية. فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Naem حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

إن المرحلة العمرية التي تمر بها الآن تُعد مرحلة حرجة، تنمو فيها شخصية الإنسان في عدة مجالات: نفسية واجتماعية وأخلاقية، وتبدأ أفكاره حول العالم والناس تتشكل تبعاً للظروف الاجتماعية التي يعيشها، وعادة ما يمر الشخص في هذه المرحلة العمرية بحالات نفسية متقلبة.

إن العزلة الاجتماعية التي أنت فيها الآن تركت أثراً في علاقاتك مع الآخرين، وهذا مما لا يجب أن يكون، وهناك عدة أسباب قد تقف وراء ذلك، منها: أسباب هاجسية (بمعنى أن لديك شعورا أن ما تقوله أو تفعله هو الصواب، وتحاوِّل أن تفرض ذلك على الآخرين ويصبح ذلك مبدؤك في التعامل).

أو أسباب نفسية (فالقلق والتوتر اضطرابات نفسية شائعة، وتعرُضك لها قد يؤدي بك إلى الانطواء والوحدة والعزلة، وتكون محطة القلق هي المساحة التي تشغلك، لذا تُفضل اعتزال من حولك، لتفادي زيادة القلق الذي تُعاني منه).

فيما يلي بعض الإرشادات التي قد تساعدك على تخطي حالة "العزلة الاجتماعية" بمشيئة الله:

1- ضع جدولاً مكوّناً من عمودين واذكر في الأول السلبيات التي تراها في شخصيتك، وفي الثاني الإيجابيات، وحاوّل أن تتغلب على سلبياتك من خلال النقاط من 2 إلى 6.

2- تخلص من الأفكار غير المنطقية من خلال طرح سؤال حول الفكرة، لتصل في النهاية إلى نتيجة مقنعة، وتوضيح ذلك: إذا كانت لديك فكرة عن التواصل الاجتماعي، أن جميع العلاقات لا فائدة منها، وأن جميع الناس يبحثون عن مصالحهم، وأنه لا يوجد أي شخص يستحق الصداقة، هنا اطرح على نفسك السؤال التالي: لماذا أنا أفكر بهذه الطريقة؟ فهناك أصدقاء يحبونني ويريدون لي الخير، وأنا لا أملك أدلة على هذا التعميم أن الجميع سيئون، وهكذا مع جميع الأفكار، بمعنى افترض مبرر لتجد في النهاية أن معظم أفكارك هي "هاجسية" من صنعك أنت.

3- بقدر ما تفكر في الحاضر، فكر أيضاً بالمستقبل، وخطط للغد، ماذا سأفعل، ماذا سأدرس؟

4- ابدأ بالتواصل مع الآخرين ولا تنتظرهم لكي يتواصلوا هم معك، بل كن أنت المُبادر.

5- تواصل مع أصدقائك البعيدين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

6- اشترك في أحد الأندية الرياضية أو الاجتماعية، ومارس هوايتك المُفضلة لديك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً