الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أضع قدمي على أرض صلبة وأعيش حياة طبيعية.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من تشتت في الذهن، وعدم التذكر للأشياء، وإنعدام النشاط واللامبالاة من عواقب تصرفاتي، لم تعد لي طموحات أسعى إلى تحقيقها، وغير اجتماعي لا تهمني المناسبات والأفراح، أصبحت انطوائيا، أقوم صباحا أذهب إلى العمل وأعود مساء إلى المنزل ولا أخرج.

أعيش وحدي في منزلي بعد طلاقي منذ سنتين، أهملت الرياضة، دائم الشرود، فقدت الرغبة في فعل أي شيء مهما كان صغيرا، أعاني في شغلي الكثير من الملاحظات حول شرود ذهني ونقص فعاليتي في العمل، لم أعد أهتم بمظهري الخارجي، ولا حتى بالأمور الدينية مثل: الورد اليومي، وتأخير الصلاة و...إلخ.

لم أعد أستطع التحدث مع الأشخاص لأكثر من 5 دقائق؛ لأنني أحس بالضيق، أشعر كأنني تائه في الحياة، أريد أن أضع قدمي على أرض صلبة وأجدد حياتي، وأحب الحياة، وأعود إلى ما كنت عليه سابقا، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الصمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تتلخص مشكلتك بـ "الانسحاب الاجتماعي" ففي هذا النوع يبتعد الشخص المتأزم عن المواقف التي يُحتمل أن تثير في نفسه القلق، خاصة مع الناس، ومن صور الانسحاب الإذعان والامتثال والكف عن مقاومة الإحباط فيكون هذا بمثابة اعتراف من الشخص باستحالة الوصول إلى حل لأزمته، ويقترن الانسحاب هنا بالتبلد وعدم الاكتراث واللامبالاة، وقد يهرب المتأزم من أزمته ويلتمس الراحة في أحلام اليقظة، أو في النوم، أو الإسراف في العمل ينشغل بها عن مواجهة مشاكله.

إن قطع الصلة بالناس لا يحل المشكلات بل يزيدها تعقيداً، فعدم الاتصال بالناس وعدم التفاهم والتفاعل معهم يجعل الشخص ينظر إليهم بعين الشك والإرتياب، وقد تتضخم هذه النظرة بمرور الأيام فتنقلب إلى اتهامه للناس وشعوره بأنه موضع اضطهاد منهم، ومن ناحية أخرى فاعتزال الناس يجعلهم ينظرون إلى المعتزل نظرة غريبة أو يصفونه بالاستعلاء فيبدو هذا في معاملتهم له، وهكذا تتضخم الريبة والكراهية المتبادلة بين الشخص والناس مما يزيد الأمور تعقيداً.

أخي الكريم، نأمل منك اتباع الإرشادات التالية، التي ستساعدك بمشيئة الله في المشكلة التي تعاني منها:

1- تحديد الأسباب التي تعتقد أنها أوصلتك إلى الحالة التي أنت عليها الآن، بعد ذلك قم بترتيب هذه الأسباب حسب أولويتها، مثلاً قد يكون الطلاق هو العامل الأساسي فيما حدث، أو ربما شعورك أنك أذنبت بحق أحدهم، أو ربما ظروف العمل أثرت على أدائك، أو أن العمل الروتيني المُقيد أثر في طبيعة علاقاتك الاجتماعية وجعلك انطوائيا، وبعد تحديد الأسباب، خذ كل سبب بشكل منفصل واسأل نفسك السؤال التالي: هل تعاملت بعقلانية مع هذا السبب أم لا؟ ونقصد هنا بالعقلانية أي المنطق الذي يحتكم إليه الناس وليس المنطق الشخصي، بمعنى "كيف كان يجب أن أتعامل".

2- التواصل الاجتماعي مع الناس من خلال الخروج من المنزل ومجالسة الأهل والأصدقاء الذين تشعر معهم بالارتياح.
3- الحصول على قسط كافٍ من النوم، والتقليل من المنبهات مثل القهوة والشاي.
4- لتحسين الذاكرة، بداية عليك تدوين الملاحظات، ففي العمل اتبع أسلوب كتابة ما يُطلب منك وتثبيت أوراق صغيرة قريبة من مكان جلوسك في العمل لكي تتذكر، وفي البيت كذلك ضع ملاحظات على الثلاجة أو على جانب شاشة التلفزيون أو في المكان الذي تجلس فيه كثيراً.
5- انتسب إلى ناد رياضي، أو تخصيص ساعة يومياً للمشي أو ممارسة أي نشاط رياضي.

6- صمم جدوّلا يوميا وثبته في مكان ظاهر في البيت، وحاوّل أن تلتزم به لمدة لا تقل عن 21 يوما، مثال على ذلك:
الساعة العمل
من 4-5:30 الصلاة، والغداء والاسترخاء.
5:30 إلى 7 ساعة مشي + الصلاة.
7- 9 الجلوس مع الأهل أو الأصدقاء + الصلاة.
9:00 – 9:30 جلسة استرخاء في البيت يعقبها حمام دافئ.
9:30 – 10:00 التأكد من مظهري.
(حلاقة، كي الملابس، نظافة الحذاء،..)

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً