الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت فتاة ولكنها على علاقة بشخص آخر، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب مسلم مقيم في جنوب أفريقيا، تعرفت على فتاة غير مسلمة وأحببتها وقبلت أن تصبح مسلمة، لكنها أخبرتني أنها على علاقة مع شخص آخر وأنه مسلم، وقالت إنها سوف تتركه، هنا أصبحت في حيرة من أمري وحتى أني لا أعرف طبيعة تلك العلاقة، زواج أم علاقة عابرة، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الابن الكريم - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر تلك الفتاة، وحرصك وفرحك على رغبتها في أن تدخل إلى دين الله، ونسأل الله أن يهدينا جميعًا، وأن يهدي بنا، وأن يجعلنا سببًا لمن اهتدى، وأن ييسر الهدى علينا، وأن يثبتنا على الحق، هو وليُّ ذلك والقادر.

سعدنا جدًّا بهذه الاستشارة، ونتمنّى أن تستمر رغبتك في دخول الناس في دين الله تبارك وتعالى، وكذلك أن تستمر لهذه الأخت في النصح حتى تترك ذلك الشاب، أو تؤسس علاقة صحيحة على قواعدها وعلى أسسها، وإذا كانت غير مسلمة فليس بعد الكفر ذنب، لكن ينبغي أن تعلم أن هذا الدين – وكذلك كل الأديان الصحيحة السماوية قبل أن تطالها يد التحريف – لا تقبل مثل هذه العلاقات خارج الأُطر الشرعية والأُطر الرسمية.

ولذلك نتمنّى أيضًا أن تربطها بمركز إسلامي فيه داعيات يتواصلن معها، ويعنَّها على الإقبال على هذا الدين العظيم، فإن دخولها الإسلام هو الذي سيمنعها من العلاقات الآثمة، وعندها تستطيع أن تُحدد معها ومع الأخوات بعد أن تترك هذه العلاقة، أيًّا كانت هذه العلاقة، أكان سبيلا للخروج منها إن أرادت، وإذا أرادت أن تُصحح العلاقة بعد إسلامها فلك ذلك، ولكن أرجو أن يستمر همُّك في هدايتها، وهمُّك الكبير وهِمَّتُك في النُّصح لها، ونبشّرك بقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا – طبعًا: أو امرأة – خيرٌ لك من حُمْرِ النّعم)).

فارغب في الأجر والثواب الذي عند الله تبارك وتعالى، وتواصل مع موقعك بعد أن تتأكد من طبيعة العلاقة وحجم العلاقة ونوع العلاقة، ولا يجوز لك أن تُقبل عليها وتتزوجها حتى تتأكد أنها أعدت التوبة وتوقفت عن أي علاقة آثمة، وعند ذلك يمكن أن تكون العلاقة شرعية، سواء كانت أسلمت – وذلك ما نتمنّى – أو كانت على دينها ورغبت في أن تتزوجها لتُكمل معها مشوار الهداية لهذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

غير أن الإسلام الذي أذِنَ لنا أن نتزوّج من الكتابيات اشترط أن يكنَّ مُحصنات، عفيفات، غير متخذات أخدان، وتلك معاني أرجو أن تُراعيها أيضًا، وستتضح لك الأمور عندما تُسلم هذه الفتاة، أو باستمرار النصح لها ستتضح لك تلك العلاقة من ناحية حجمها ونوعها ومدتها، وبناءً على ذلك نستطيع أن نتواصل معك وتتواصل مع موقعك لتجد الحلول والإرشادات المناسبة.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والسداد، وأن يجعلنا سببًا لمن يدخل في هذا الدين حتى نفوز بالأجر العظيم.

وفقك الله للخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً