الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام في الصدر مع قلق، ما السبب والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب في جامعة، وكنت أعيش في فترة امتحانات في دولة أجنبية، مع برد وشعور ببرد قارس أثناء النوم لدرجة لا أستطيع النوم أحياناً، وفي نصف وقت الامتحانات أتتني أعراض من بينها ألم صدر على جهة القلب، ذهبت إلى الطبيب وقال لي: ممكن أن يكون فايبروماليغيا، ولكن لست متأكداً مما قال.

لمدة ٣ أشهر أشعر بوجع مكان الصدر، والآن أصبح نصف سنة، ولكن تطور وأصبح أوجاع صدر مع قلق.

القلق أصبح من أي شيء تافه، قلق وقت النوم، وقت الاستيقاظ، لست خائفاً من المرض ولا أعلم ما هو سبب القلق المبالغ والمزمن في هذه الأشهر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdulaziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً أخي الكريم، أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله العافية والشفاء لك.

بالفعل الذي لديك قلق نفسي، والقلق قد يكون لأي سبب أو في بعض الأحيان حتى يكون دون سبب، فما يحدث الآن في الحياة ومشاكلها وصعوباتها هو مدعاة للقلق لدى بعض الناس، والقلق يمكن أن نوظفه ليصبح طاقة نفسية إيجابية، لكن في بعض الأحيان يتراكم ويحتقن ويتحول إلى طاقة سلبية، ويتحول إلى توتر داخلي وهذا التوتر يؤدي إلى توترات عضلية في أجزاء معينة من الجسم، منها الجهاز الهضمي.

لذا تجد الكثير من الناس يعانون مما يعرف بالقولون العصبي، يمكن أن يكون هذا التوتر في عضلة فروة الرأس، لذا تجد الكثير من الناس يشتكون مما يعرف بالصداع العصابي أو العصبي، وكذلك قد يتحول إلى توتر في عضلات القفص الصدري وهذا كثيراً جداً نشاهده وهذا التوتر والانشداد في عضلات القفص الصدري يتحول إلى ألم، أو إلى شعور بالوخز أو إلى شعور بالكتمة أو الضيق في الصدر.

أعتقد -أيها الفاضل الكريم- هذا هو الذي حدث لك، وأنا ببساطة شديدة جداً أقول لك لا تقلق، والحمد لله أنت لست مريضاً، فهذه مجرد ظاهرة، وظف قلقك واجعله قلقاً إيجابياً، وذلك من خلال التعبير عن ذاتك وتجنب الكتمان، تحدث مع أصدقائك، تحدث مع من تثق به حول مواضيع الحياة المختلفة، نظم وقتك، مارس رياضة، رياضة المشي رياضة الجري على وجه الخصوص ممتازة جداً.

تدرب على أحد التمارين الاسترخائية البسيطة، مثلاً تمرين التنفس التدرجي ولتطبيقه يمكنك أن تجلس في مكان هادئ على كرسي مريح أو على السرير تنام وتغمض عينيك ليس بشدة وتفتح فمك قليلاً تضع يدك على الصدر أو على الأجناب ثم تأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، وهذا هو الشهيق والذي يجب أن يستغرق 7 إلى 8 ثوان، بعد ذلك احجز الهواء في صدرك لمدة 4 ثوان وهذا مهم جداً لأنه يؤدي إلى إشباع كامل للجسم من الأوكسجين، بعد ذلك أخرج الهواء ببطء وقوة عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، والذي يجب أن يستغرق أيضاً 7 إلى 8 ثوان، كرر هذا التمرين بمعدل 5 مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وقطعاً هذا التمرين يجب أن تستصحبه بشيء من التأمل الإيجابي.

الإنسان فكر وسلوك وحركة جسدية، فتأمل في شيء طيب، ردد آية قرآنية مع نفسك، أكثر من الاستغفار، تصور نفسك أنك في وضع جميل جداً وهكذا.

إذاً التأمل الإيجابي مع تطبيق التمارين الاسترخائية سيفيدك كثيراً، وتوجد تمارين أيضاً أخرى لقبض العضلات وإطلاقها، ثم شدها ثم إطلاقها، يمكنك أيضاً أن تستعين بأحد البرامج التي تتحدث عن الاسترخاء في اليويتوب.

يا أخي الكريم أنا لا أعتقد أن الأمر يتعلق بالفيبرملجيا كما ذكر لك الأخ الطبيب مع احترامي الشديد له، هذا مجرد انقباض عضلية ناتجة من قلق وتوتر داخلي أو ما نسميه بالأعراض النفسوجسدية، حتى نطمئن عليك تماماً سوف أصف لك دواء بسيط جداً دواء يعرف باسم سلبرايد هذا اسمه العلمي واسمه التجاري دوجماتيل.

أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة 50 مليجرام يومياً في الصباح لمدة أسبوعين ثم اجعلها 50 مليجرام صباح ومساء لمدة شهراً ثم 50 مليجرام صباحاً لمدة شهراً آخر ثم توقف عن تناوله، من الأدوية البسيطة والفاعلة والتي تساعد كثيراً في الأعراض النفسوجسدية الناتجة من القلق، والدواء في ذات الوقت ليس إدماني.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً