الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغدة الدرقية.. هل لها آثار سلبية عند الزواج أو الإنجاب؟

السؤال

السلام عليكم

تم عقدي الشرعي من شاب مسلم خلوق قبل أشهر، ولم يتبق على العرس إلا نحو خمسة أشهر -إن شاء الله-، اتضح مؤخراً أنني أعاني من التهاب في الغدة الدرقية، وكنت قد عانيت من مشاكل الغدة الدرقية قبل سنين ثم عولجت وتعافيت حسب ما قاله لي الطبيب المعالج آنذاك -والحمد لله-.

لذلك لم أذكر هذا لزوجي إلا بعد أن اتضح أنني مريضة بها مجدداً، أخبرته بكل شيء، وبينت له أنّ لها تأثيراً سلبياً على الحمل -وكان على علم بذلك-، لكنه لم يظهر انزعاجه من الأمر كثيراً رغم حبه العظيم للأولاد ورغبته في الإنجاب في السنة الأولى، كان مؤمناً بقضاء الله وقدره، ومتفائلاً بالعلاج وبإمكانية الحمل والإنجاب.

أشعر بالذنب لأنني لم أخبره من البداية أنني كنت مريضة اعتقاداً بأني قد شفيت، ولأني لا أعرف هل يمكن لمريضات الغدة الدرقية الحمل وإنجاب طفل سليم بمتابعة طبية، أم أن الأمر معقد ولا يتم بسهولة؟

طرحت عليه فكرة الانفصال والبحث عن فتاة تتمتع بصحة جيدة؛ لأننا لم نكمل زواجنا بعد، فلديه فرصة في أن يعيش مع فتاة احتمال إنجابها أكثر لكنه رفض ذلك.

أحس بأنه في دوامة الآن، وأنه يشفق علي ولا يعرف ما الذي يقرره بالفعل، أريد أن أطمئن هل يمنع مرضي هذا الحمل والإنجاب تماماً، أم يمكن أن يتم ذلك بمتابعة طبية حتى أقرر هل أواصل معه، أم أحرره من هذه العلاقة بنفسي أم ما الذي أفعله؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما فهمت من رسالتك -يا ابنتي- فإن لديك قصورا في وظيفة الغدة الدرقية؛ لأنك ذكرت بأن الحالة هي التهاب في الغدة وأغلب حالات هذا القصور تنتج عن حدوث التهاب مناعي يؤدي إلى حدوث نقص في كمية هرمون الغدة الدرقية (الثيروكسين) في الجسم.

إن هذه الحالة شائعة جدا بين النساء، وهي قابلة للعلاج -بإذن الله تعالى- وذلك عن طريق تناول حبوب تحتوي على هرمون الغدة الدرقية، وبالتالي اطمئنك تماما -يا ابنتي- فالحالة عندك لا تمنع الحمل إذا ما تم علاجها بشكل جيد، بمعنى أوضح: في حال تم إعطاؤك العلاج وتم ضبط وظيفة الغدة الدرقية فستكونين قادرة على الحمل والإنجاب مثل أي امرأة طبيعية، ولكن يجب متابعة وظيفة الغدة خلال الحمل؛ لأن جرعة هرمون (الثيروكسين) ستحتاج إلى تعديل في كل مرحلة من مراحل الحمل.

إذا -أيتها العزيزة- لا داعي للتردد في أمر الزواج، ولا داعي للشعور بالذنب وتأنيب الضمير نحو خطيبك فالحالة عندك بسيطة -إن شاء الله- ولا تتعارض مع الحمل، وأنصحك بمراجعة طبيبة مختصة بالأمراض الغدد الصم لعمل التحاليل وبدء العلاج من الآن حتى تكون وظيفة الغدة قد استقرت قبل الزواج، وبنفس الوقت يمكنك المضي قدما في إجراءات الزواج والذي نباركه له مقدما -بإذن الله تعالى-.

أرجو لك دوام الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً