الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش في فرنسا ببيت خالتي وأتأذى بتصرف بناتها.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا بعمر 20 عاماً، لقد سافرت إلى فرنسا منذ أكثر من سنة وليس لدي المال الكافي، وأعيش في بيت خالتي، لديها بنتان لا تلتزمان بالحجاب في المنزل، ولا بعدم الاختلاط.

غالباً أرى ملابسهن الداخلية في دورة المياه، حيث إن تصرفاتهن تثيرني حقاً، ولا أعرف كيف أتعامل مع أفراد أسرة خالتي؟! حيث إنهم يصفونني بالخجول، ولقد تربيت في بلدي بعيداً عن الاختلاط والتبرج الفاضح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ابننا الفاضل في موقعك – ونشكر لك هذه الاستشارة التي تدلُّ على خير، ونسأل الله أن يثبتك، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، ونسأله تبارك وتعالى أن يُصلح الأحوال، وأن يوسّع عليك بالعافية والمال، وأن يُقدّر لك الخير، ويكتب لك السعادة، ويُحقق لك الآمال.

لا شك أن الوضع الذي أنت فيه يحتاج منك إلى مزيد من الصبر والتسلُّح بالعفّة والطُّهر، واعلم أن عرض البنات المذكورات من عرضك، والأبطال أمثالك يحرصون على صيانة الأعراض، فاجتهد في أن تكون أولاً في معظم الوقت في أماكن بعيدة، في مراكز إسلامية، مع أصدقاء صالحين، في برامج رياضية، وتشغل نفسك بالعمل، وتجتهد في أن تغض بصرك.

لا شك أن ما يحدث من القريبات أمر لا ترضاه الشريعة، ولكن أيضًا لكونهن تربين في بيئة مختلفة، وأنت بحاجة إلى أن تنصح، إذا كان بالإمكان، وعليك أن تجتهد في أن تنجو بنفسك، واشغل نفسك بالصيام وبالطاعات وبالتلاوة وبالذكر والإنابة، واشغل نفسك أيضًا بالمهام خارج المنزل، يعني: حتى لو تبحث عن عمل إضافي أو ترتب نفسك من أجل أن تفوز بالمال والخير، هذا مطلب.

أمَّا وصفهن لك بأن عندك حياء فهذا مطلوب، لكن ليس خجلاً، هذا هو الحياء، ومن الحياء أن يحرص الإنسان على أن يغض بصره، وأن يبتعد جهده عن مواطن الريب، وأن يُراقب الله تبارك وتعالى في سائر أحواله، (أن يحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى) كما قال النبي عليه صلاة الله وسلامه.

اجتهد في التمسّك بما أنت عليه من الخير حتى يفتح الله تبارك وتعالى عليك أبواب الخير، وبعد ذلك تتمكّن أن تكون في البيت لوحدك، أو تتمكّن من بلوغ الحلال فتتزوج فتعصم نفسك، فإن الزواج فيه الخير، والنبي صلى الله عليه وسلم أوصاك وأوصى جميع الشباب فقال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، حتى الذي لا يستطيع الزواج فالشريعة تقول له وتوجِّهه بقول الله تبارك وتعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله والله واسع عليم}.

اجتهد في البُعد عن كل ما يُثيرك، واجتهد في مراقبة الله تبارك وتعالى، وكن محافظًا على أعراض أهلك، فإن هذا ممَّا تنال عليه الخير والفوز عند الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يقرَّ عينك بهداية الجميع، وأن يُلهمنا جميعًا السداد والرشاد، وأن يحفظنا بحفظه، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً