الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفسيتي متقلبة وغير مستقرة منذ كان عمري 13 سنة! أريد حلا

السؤال

سلام الله عليكم.

أنا شاب عمري 25 سنة، حينما كنت في 13 من العمر ذهبت لمدينة أخرى بعد إصرار أمي على عدم ذهابي وحدي لأزور خالي وزوجته الذين وصلا من المهجر.

في المساء أحسست بشعور غريب كأني انفصلت عن نفسي، فإذا بي أمضي النهار وهنا ضعيفا، وفي الليل أبقى مستيقظا خائفا، وقلبي ينبض بقوة.

بقيت على تلك الحالة لمدة أسبوع بدون علم أحد حتى وهنت لدرجة أنني لم أعد أستطع أن أركز أو أن أحمل نفسي، فذهبت لأخبر خالي، في اليوم التالي أرجعني لأهلي، فتدهورت صحتي، وأصبحت أشعر بانفصال، لدرجة أن كياني يذهب لمكان ما كأنني أخطف وأرجع في ثوان، بعد مدة من الرقية والذهاب إلى رجال الدين تحسنت قليلا.

منذ ذلك الحادث أصبحت شخصا آخر، غير اجتماعي، دائما تأتيني الوساوس، وجهي يتغير بنفسه، مرة يقول لي زملائي في الدراسة إنني جميل وجهي به نور، ومرة أشعر وأعرف أن وجهي تغير لبشع، عندي موهبة العزف على الغيتار والطبول، الشيء الذي ساعدني علي التعايش مع هذه المشاكل.

كنت مع فرقة موسيقية في الخمس سنوات الماضية، مع أشخاص كنت أعتبرهم أصدقائي، ولكنهم تركوني لأسباب تافهة، الآن أصبحت بدون أصدقاء، وزاد تفكري سلبية وأستطيع أن أقول أنني لا أستطيع الكلام مع الوالدين، وكلماتي خلال النهار معدودة كأصابع اليد، ورأسي ممتلئ بأفكار كثيرة سلبية، وقليل منها إيجابي, مشاعري مختلطة، خلاصة القول أنني منذ سن 13 وأنا أشعر بالغرابة، وأتعجب كيف بقيت حيا في ظل كل هذه التقلبات الحادة.

أريد علاجا يجعلني إنسانا طبيعيا، أتكلم وأتصرف بدون عقد.

أشكركم على مجهوداتكم، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mustapha حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الذي حدث لك حين ذهبت لزيارة خالك وزوجته في مدينة أخرى حدث لك ما نسميه بـ (عدم القدرة على التكيف)، فبعض الناس أصلاً لديهم نوع من القلق الداخلي أو هشاشة نفسية، أو أن البناء النفسي لشخصياتهم لم يكتمل، ولذا تجدهم أي متغيرات في حياتهم حتى وإن كانت جميلة تؤدي إلى حالات نفسية مثل التي حدثت لك، ونسمِّيها (عدم القدرة على التكيف)، ومن ثمّ أصبحت تأتيك هذه الأعراض الوسواسية والقلقية والشعور بشيء من عُسر المزاج والضجر، وأصبحت تميل إلى الانعزال. هذه ظاهرة أكثر من أنها مرض - أيها الفاضل الكريم - .

الشعور بالتغرب عن الذات يأتي مع القلق النفسي.

أنا أعتقد أنك محتاج أن تفكر حول نفسك تفكيرًا إيجابيًا، أن تبني علاقات اجتماعية جديدة وراشدة، لابد أن يكون لك أصدقاء من الصالحين من الشباب، وأنا أحترم رغبتك تمامًا، لكن موضوع الموسيقى أعتقد أنه لن يكون هو الحل بالنسبة لما تعاني منه، اجتهد في دراستك، سلّح نفسك بسلاح العلم وسلاح الدين، هي الأسلحة المطلوبة في هذا الزمان، لا أحد ينزع منك دينك، ولا أحد ينزع منك علمك، لكن كل مكتسباتك الأخرى يمكن أن تُنزع منك.

واجه المجتمع بهذه المقدرات التي تجعلك تتكيف بصورة أفضل.

وأنا أنصحك أيضًا أن تنخرط في أي عمل اجتماعي أو ثقافي أو خيري، هذا يجعلك تتكيف أكثر مع الأمور الحياتية.

ممارسة الرياضة، حُسن إدارة الوقت، التغذية السليمة، أن تكون لك آمال وطموحات، ولابد أن تُحدد مشروعا حياتيًّا، تسعى لأن تصل إليه، وأنت في بدايات سِنّ الشباب، الله تعالى حباك بطاقات عظيمة وجيدة جدًّا، فأرجو أن تستفيد منها لتعيش حياة سعيدة.

العلاج الدوائي أعتقد أيضًا أنه سوف يساعدك كثيرًا، تحتاج لدواء مثل الزيروكسات CR، والذي يُسمَّى علميًا (باروكستين)، الجرعة في حالتك هي صغيرة جدًّا، 12,5 مليجراما تتناولها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12,5 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم 12,5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، الدواء سليم، وبسيط، وليس له آثار جانبية شديدة، وبهذه الجرعة إن شاء الله تعالى لن تحدث لك آثار جانبية.

يُضاف له دواء آخر يُسمَّى علميًا (سلبرايد)، واسمه التجاري (دوجماتيل)، تتناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجرامًا) صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً