الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أجد عملا رغم بحثي الدائم

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، عمري ٢٧ سنة، لا زلت عزباء، ولا أجد عملاً، مشكلتي هي أنني أحاول أن أتغير وأكون إنساناً إيجابياً متفائلاً، بفضل الله وحمده أنا أصلي، وأقرأ القرآن، وأحافظ على الأدعية بعد كل صلاة، وأسبح، ولكن أشعر أن هناك شيئاً ناقصاً لا أعلم ما هو.

أنا لا أعمل، وأبحث عن عمل، ولكن لا يتم قبولي رغم أني أكون على استعداد، أشعر أحياناً أن عباداتي رغم التزامي إلا وكأنها بلا فائدة، وأني أفعل ذلك ولكن لا ألقى مقابلا، فما الحل؟ أكاد أنفجر من شدة التفكير في المستقبل، وماذا سيحصل معي؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك كل الترحيب، هوني عليك -أختي الكريمة- وهدئي من روعك، مشكلتك تكمن في البحث عن عمل وقولك :"أشعر أحياناً أن عباداتي رغم التزامي ألا وكأنها بلا فائدة وأني أفعل ذلك ولكن لا ألقى مقابلا".

نحن ندعوك للتمعن والتفكر والتدبر في حديث نور الأمة حيث قال لنا :" لا يزال يُستجاب للعبد، ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل"، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوتُ وقد دعوتُ، فلم أر يستجيبُ لي، فيتحسرُ عند ذلك ويدعُ الدعاء"، ويقول أهل الشرع إن بعض الناس يدعو أياماً، ثم يأخذه المللُ، فينقطعُ عن الدعاء، فيا أختي الفاضلة عليك أن تثبتي على الدعاء بعزيمة قوية لا تعرف اليأس؛ فإن الله مجيب دعاءك، ولو بعد حين بإذن الله تعالى، ويقول عز وجل: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون".

أما بالنسبة إلى أنك لم تتوفقي في إيجاد عمل في تخصصك، فلا تنسي أن الإنترنت لا يدع حجة لأحد ليقول: "أنا لا أعرف" فهو يوفر للأفراد الكثير من الدورات المجانية وتنمية قدراتنا، فقط توكلي على الله، وكوني قنوعة وراضية بما قسم الله لك، واعزمي النية أن تكوني فتاة مسلمة قوية وواثقة من نفسها، وتكوني فعالة في المجتمع، وحاولي استرجاع ما كنت ترغبين وتحلمين به أيام الطفولة، واختاري منه ما يتلاءم مع ظروفك الحالية، واطلبي من والدتك وإخوانك أن يكونوا الداعم النفسي لك بالكلمة الطيبة والدعاء.

وإليك غاليتي بعض الخطوات المدروسة والمطبقة مسبقًا من قِبل الكثرين، وقد كانت النتائج ممتازة، فأرجو منك أن تأخذي منها ما يتناسب مع وضعك وتباشري العمل بها:

* بإمكانك العمل من البيت، وهناك مجالات مميزة ومختلفة، وهذا بالطبع بعد أن تحددي أنت رغبتك، ولا أريدك أن تقولي: لا أعرف، أو لا أعلم، وهذا صعب، وهذا معقد ... كل ما عليك أن تختاري مهنة يدوية تحبينها وترغبين في تطوير نفسك من خلالها، وتكون مصدر رزق لك تعيني بها نفسك وأهلك.

* لم تخبرينا عن المستوى التعليمي لك؛ فهذا يساعدنا في طرح بعض المهن المنزلية بحسب درجة العلم، مثلاً: تستطعين أن تكوني معلمة خاصة، وهذا بالطبع إذا كان لك ميول التدريس، صناعة الاكسسوارات، وهذه واحدة من الصناعات اليدوية، أو الخياطة، ومن الممكن أن تبدئي مشروعًا صغيرًا لبيع ما تقومين بصنعه وبيعه للجيران والأقرباء، مهنة الطبخ مثل: صناعة الحلوى وبيعها لأحد المحلات القريبة من منزلكم، الدعوة إلى الله عز وجل، وبإمكانك الالتحاق بجمعية دعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتكونين داعية تعملين عن بعد عبر الإنترنت.

أخيرًا: يقول العلماء: إن 2% موهبة و 98% جهد، وهذا يعني أنه لا يوجد نجاح بدون جهد وتعب وسهر ووصل الليل مع النهار، للوصول إلى التميز والعمل من أجل الحصول على المال والمركز الاجتماعي.

أدعو لك بالتوفيق، وأن يفتح الله عليك باب العلم والرزق الوفير، وأن يرزقك بالزوج الصالح، ولا تنسي أن تطمئنينا عنك بنيتي الحبيبة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً