الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي عليه دين وأدعو الله أن يفرج همنا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد.

أتمنى الرد على سؤالي: أبي مديون بمبلغ كبير، ومدة هذا الدين أكثر من ٣ سنوات، حيث كنا بعيدين عن الله، وتبنا إليه -ولله الحمد-، وأيضا لا نصلي، وكان هذا من ضمن الكبائر.

الآن أدعو الله أن يفرج عنا، ولكن الله لا يستجيب لي، ندعو ونصلي، ولكن الله لا يستجيب لنا، ولكن أمامنا حيل وأفعال نود من خلالها أن يستجيب الله لنا، مع أن الحيل ليست حراما، ولكن يأتي وقت أيأس فيه وأقول أي شيء جميل، وأكون في حيرة فماذا أفعل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Gehan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يصلح أحوالكم، والجواب على ما ذكرت:
بداية نحمد الله تعالى الذي وفقكم إلى التوبة وإلى الألتزام بطاعته، فهذه نعمة عظيمة تستوجب الشكر لله تعالى، وسؤال الله الثبات على ذلك.

وأما مسألة قضاء دين الوالد نسأل الله أن ييسر قضاء دينه، فهذا له عدة طرق منها تحسين دخله، ومنها كثرة الإستغفار والدعاء، لا شك أن من أسباب إجابة الدعاء أن ندعو الله ونحن موقنون بالإجابة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ "رواه الترمذي، واليقين في إجابة الدعاء له معنيان:

المعنى الأول: أن نكون عند الدعاء على حالة نستحق بها الإجابة من إتيان المعروف، واجتناب المنكر، ورعاية شروط الدعاء الأخرى كحضور القلب، وترصد الأزمنة الشريفة، والأمكان الفاضلة كمكة، واغتنام الأحوال اللطيفة كالسجود إلى غير ذلك حتى تكون الإجابة على قلوبنا أغلب من الرد.

المعنى الثاني : أن نعتقد أن الله لا يخيبنا لسعة كرمه، وكمال قدرته، وإحاطة علمه لتحقق صدق الرجاء وخلوص الدعاء؛ لأن الداعي ما لم يكن رجاؤه واثقا لم يكن دعاؤه صادقا، فينبغي أن لا تستعجلوا ولا تقلقوا من تأخر إجابة الدعاء لأنه قد يتأخر لحكمة يعلمها الله، فلتحسنوا الظن بالله فإنه جواد كريم.

ومن الأدعية التي علملنا إياها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند تحمل هم الدين، ما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :"دخل رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال يا أبًا أمامة ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة قال هموم لزمتني وديون يا رسول اللهِ قال أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك، قال قلت بلى يا رسول اللهِ، قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال قال ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني" رواه أبو داود.، وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه : " اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين وأغنني من الفقر ". رواه مسلم وغيره.

لم أفهم ما الذي قصدت بالحيل التي يمكن فعلها حتى تتغير أحوالكم، إن كانت هذه الحيل مما يحبه الله ويرضاه وتصلح بها أحوالكم، فافعلوا بلا حرج عليكم، ولا تنتظروا حتى يستجيب الله دعاءكم، وأما إذا كانت هذه الحيل مما حرم الله، فيجب ترك التفكير فيها فضلا عن فعلها لأنها ستكون سببا في المشقة التي أنتم فيها.

وفقكم الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً