الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناتي مع المرض، وكيف أتكيف معه؟

السؤال

السلام عليكم.
أشكركم على مجهوداتكم، وبعد:

أرجو مساعدتي، فقد ابتلاني الله بمرض عجز الأطباء عن تشخيصه منذ أن كان عمري 8 سنوات، أصبت باليأس والإحباط، فأنا عمري الآن 19 سنة، مقبل على الباكالويا، لم أترك طبيبا إلا وذهبت عنده، استنفدت كل أسباب الأرض، تأتيني وساوس أن هذا هو قدري، لماذا تدعو، كيف سيشفيك الله؟! هل إذا دعوت الله بالشفاء -رغم أن المرض صعب- يعد من التعدي في الدعاء؟

سؤالي: هل الله غاضب مني؟ فأنا أعيش حياة صعبة، حياتي تضيع، عجز الأطباء عن تشخيص مرضي فماذا أفعل؟ هل أدعو الله رغم قلة الأسباب، عندما أدعو الله أقول في نفسي كيف يشفيك الله وأنت ليس لديك أسباب؟ أنا فعلت كل شيء ولم يوفقني الله للشفاء، عندما يزداد المرض أقول هذا قدري، وأترك الدعاء ظنا مني أن المرض يستحيل الشفاء منه إلا بمعجزة، هل المرض مقدر علي من الله أم هو عقاب؟

من إيجابيات المرض أنني أصبحت أحافظ على الصلاة منذ أن كنت صغيرا ولله الحمد، ولكن أرى حياتي تضيع، والمرض يزداد، ماذا أفعل مع هذه الوساوس؟ أصبحت أنتظر الموت، هل من الممكن أن تكون العين سببا لهذه الأمراض؟ تعبت والله، أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ achraf حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابني الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، وأن يمن عليك بالشفاء العاجل، والجواب على ما ذكرت: لا شك أن الدعاء سبب من أسباب الشفاء من الأمراض، إذا كنت تدعو الله بإخلاص وأنت موقن بالإجابة، ومتحريا ساعات الإجابة، وآداب الدعاء، ويمكن أن يشفي بمن ابتلى بأي مرض ولو قال الأطباء أنه غير ممكن، فالله قادر على كل شيء، ولا يعجزه شيء، فأنصحك بالاستمرار في الدعاء، ولا يعد كثرة الدعاء من التعدي فيه، بل هو قربة إلى الله تعالى، ولا تيأس من رحمة الله، ولا تستطيع أن تعرف ما قدر لك في المستقبل، فقد تشفى وقد لا تشفى فهذا أمر غيبي، ولكن أحسن الظن بالله وأن الله سيعافيك مما أنت فيه، وأضف مع الدعاء الإكثار من الاستغفار، ومن قول لاحول ولا قوة إلا بالله، والإكثار من أدعية الكرب الواردة في السنة، وأن تحسن وأن تتصدق على الفقراء والمحتاجين، وأبشر بخير بإذن الله تعالى.

ومن جانب آخر: فالمرض له فوائد ولا شك أن فيه مصلحة تعود على من ابتلي به، فإنك ذكرت أنك أصبحت محافظا على الصلاة، وأصبحت قرييا من الله، كما أن المرض يجعل الإنسان كثير الدعاء والتضرع إلى الله، وهذا يعود بالنفع وإن لم يذهب المرض، فإن الله يكتب لك من الأجر مثله، أو يصرف عنك سوءاً آخر كان يمكن أن يقع ولكنه صرفه الله عنك بدعائك، وغير ذلك من المصالح.

حاول أن تكيف حياتك مع المرض وكأنك من الأصحاء، فلا تفكر فيه كثيرا، وحاول أن تنسى أنك مريض، وانظر إلى من هو أشد منك مرضا، حتى تعرف أنك أحسن حالا من كثير من الناس، ولا تتصور أن المرض عقوبة، فقد يكون ابتلاء من الله تعالى حتى يختبر الله صبرك وكثرة تضرعك إليه.

هناك احتمال أنك مصاب بالعين وإن كانت غير ظاهرة، وحتى ولو لم تكن مصابا بها، فيمكن أن تقرأ على نفسك الرقية الشرعية، وآيات الشفاء وتداوم على ذلك، وهذا من أسباب التداوي النافعة بإذن الله تعالى.

وأخيراً: لا تجعل الوسواس يدب إلى نفسك، واقطع التفكير فيما يطرأ عليك من التفكير من الموت، فما زلت صغيرا، وهناك من أسوأ مرضا منك عاشوا حياة طبيعية ولم يؤثر هذا على تفكيرهم ولم يقعدهم عن العمل والنشاط، وجعل الحياة مليئة بالإنجاز والطموح ولو مع وجود المرض.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً