الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم في دواء التريزين والأنيكسيول لعلاج القلق وتقطع النوم؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من قلق وقلة النوم وأرق، وقد وصف لي الطبيب دواء التريزين حبة في اليوم، والأنيكسيول حبة لمدة شهر ثم نصف حبة لشهر آخر، فما رأيكم في هذه الخطة العلاجية؟

وذلك لأني عانيت منذ بداية شهر رمضان المبارك من أرق وتقطع في النوم، فصرت لا أنام إلا ساعتين أو ثلاث، وإن نمت خمس أو ست ساعات أنامها متقطعة، وقد راجعت طبيبا نفسيا، فوصف لي دواء ميديزابين وفليوكسيت.

ترددت في أخذ العلاج، فقط على مكملات المغنيزيوم. في بعض الأحيان أقلق من عدم النوم، خاصة لما أراقب الوقت بالليل، وفي بعض الأحيان لا أنام حتى السابعة صباحا، وإن استيقظت ليلا فيصعب علي العودة للنوم مجددا، فما هي نصيحتكم لي.

وبارك الله جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلة الأرق واضطراب النوم في شهر رمضان والاستمرار بعد شهر رمضان على ذلك مشكلة شائعة جدًّا في عالمنا العربي، وذلك لأن هناك عادة أن معظم الناس يسهرون في رمضان، حتى في المنزل الواحد، فالشخص الذي كان متعوّدًا أن ينام بالليل ومن وقتٍ مبكّرٍ يجد أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك، ويحصل له اضطرابًا في النوم وأرق، وهذا ما حصل معك ويحصل مع كثير من الناس.

هناك أشياء يمكن فعلها لإرجاع النوم الطبيعي بعد رمضان:
أولاً: تجنب النوم بالنهار، حتى لو تعبت لعدة أيام، لا تنام بالنهار، لأن نوم النهار يضيع على الشخص فرصة النوم بالليل، ولأنه لا يعوض نوم الليل ويؤثّر على الشخص في أنه لا يستطيع أن ينام ليلاً، لذلك توقف عن نوم النهار لعدة أيام – النوم بعد الفجر إلى الظهر، أو النوم من الظهر إلى العصر، أو نوم العصر أو نوم وقت المغرب وقبل العشاء – توقف عن ذلك، واحرص على النوم بالليل مبكرًا، حتى ولو ظللت جالسا وتغسل وجهك باستمرار، ولكن لا تنام في النهار.

ثانيًا: تجنب شرب الشاي والقهوة ليلاً؛ لأنها تؤدي إلى السهر والأرق عند النوم بالليل.

ثالثًا: حاول أن تُطفئ نور الغرفة، وتكون تهوية الغرفة تهوية جيدة، لا باردة ولا ساخنة (حارَّة)، وإذا لجأت إلى السرير ولم تستطع النوم لفترة من الوقت فيجب النهوض من الفراش، وتحاول فعل شيءٍ مُسلِّيًا، (تقرأ في كتاب، أو تسمع إلى الراديو، أو تشاهد التلفاز، أو تقرأ سورة تبارك، أو تُصل ركعتين) ولا ترجع إلى الفراش إلَّا عندما يأتيك النعاس.

هذه من الأشياء التي يمكنك فعلها، وبخصوص الأدوية: أنا شخصيًا لا أفضل أن يأخذ الشخص أكثر من دواء واحد لمشكلة النوم، والدواء المفضّل الآن لحلّ مشكلة النوم هو الـ (ميرتازبين/ريمارون)، إن كان موجودًا عندكم، 15 مليجراما ليلاً، أخذه لمدة شهرٍ يُحسِّنُ النوم، ويمكنك بعد ذلك التوقف عن تناوله.

وتجنب الأدوية التي من فصيلة الـ (بنزوديزبين)، التي يمكن أن تؤدي إلى التعود، وكما ذكرت إذا استطعت أن ترجع للنوم الطبيعي يكون أفضل.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً