الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اجتماعي والجميع يحبني لكن مشكلة الرهاب الاجتماعي تزعجني!

السؤال

السلام عليكم.

كيف يمكنني التغلب على الرهاب الاجتماعي خصوصا في الدراسة، أو عند إلقاء محاضرة أمام الطلبة، أو عند اجتياز امتحان شفوي؟

مع العلم أنني اجتماعي ومنفتح، والجميع يحبني، وأستطيع تكوين العديد من الصداقات مع العديد من الناس، وأعرف كيفية التعامل معهم جيدا، ومتميز بروح الدعابة، ولكن المشكلة الوحيدة التي تحرجني وتجعل ضربات قلبي تتسارع وأتلعثم بالكلام، وأرغب لو أنني أخرج بسرعة من ذلك الجو رغم أن بداخلي القدرة التامة على الإلقاء الجيد، فما الحل؟

وجزاكم الله خيرا دكتورنا الغالي.

تحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنا لا أعتقد أن لديك رهاباً اجتماعياً، هذا نسميه بقلق الأداء عند المواجهات؛ لأن الإنسان حين يواجه في أي موقف كان يحتاج لأن يحضر نفسه، الجسم يحتاج أن يحضر نفسه، الجسد له ضوابطه الكيميائية حتى يكون متحفزاً، وكذلك حتى يتحسن مستوى التركيز والانتباه عند الإنسان، لذا تفرز مواد كيميائية داخلية من خلال زيادة في نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، وإحدى هذه المواد مادة الأدرينالين؛ لكن لسبب ما في بعض الناس يكون إفرازها زائداً عن الحد؛ لذا يحدث تسارع لضربات القلب وتلعثم وخلافه.

لكن الذي أؤكده لك أن هذه التفاعلات وما تلاحظه عن نفسك هو مجرد مشاعر أكثر مما هو حقيقة، مثلا التلعثم في الكلام حقيقة قد يكون هنالك شيء بسيط جداً في البداية، قد تكون نبرة الكلام فيها شيء من القلق، لكن لا يصل إلى مرحلة التلعثم، ولا أحد يلاحظ عليك أي تلعثم، فإذاً من أهم الأشياء لعلاج هذا النوع من القلق أو ما نسميه بقلق الأداء عند المواجهات هو:

- أن تصحح مفاهيمك عن نفسك، وأهم شيء أن تدرك أن من يستمعون إليك لا يلاحظون عليك أي شيء، لا احمرارا في الوجه، لا تلعثما، ولا رجفة، ولا شيئا من هذا القبيل، هي مشاعر داخلية خاصة بك، وقلق الأداء حقيقة مطلوب لأنه هو الذي يحفزنا، لكن حين يزيد عما هو مطلوب تحدث هذه التفاعلات، وغالباً بعد أن تبدأ في الأداء ينتهي الأمر تماماً، ترجع الأمور لطبيعتها ويكون إن شاء الله تعالى أداؤك أداء جيداً.

ولا أريدك أبداً أن تكون عجولاً في أن تتجنب المواقف، أو تريد أن تسرع في أن تنهي المهمة لتختفي، لا، واصل، تحدث مع الناس بعد انتهاء البريزنتيشن؛ لأن التعرض والتعريض والإكثار منه هو أحد الوسائل العلاجية الرئيسية.

من المهم جداً أن تكثر أيضاً مما نسميه بالتعريض في الخيال، بصفة يومية أو على الأقل بمعدل 3 إلى 4 مرات في الأسبوع، اجلس مع نفسك وحضِّر موضوعاً معيناً وقم بتقديم هذا الموضوع في الخيال، كأنك توجهه إلى حضور أمامك، جمع من الطلاب من الأساتذة، أي فئة تتخيرها؛ إذاً: التعريض أو التعرض في الخيال أيضاً من التمارين المفيدة والمجدية جداً، حرصك على التواصل الاجتماعي، تلبية الدعوات، المشي في الجنائز، الذهاب إلى الأسواق متى ما كان ذلك ضروريا، صلاة الجماعة في المسجد؛ هذه كلها نوع من التعريضات الإيجابية جداً التي تعود عليك بخير كثير فيما يتعلق بما تعانيه من قلق أداء.

ممارسة الرياضة أيضاً نجدها ممتازة، التمارين الاسترخائية أن تأخذ شهيقا وزفيرا ببطء وبقوة، ويكون الشهيق عن طريق الأنف، والزفير عن طريق الفم، وأن تحصر الهواء في صدرك لفترة، هذا أيضاً مفيد جداً، وأتمنى أن تطبق هذه التمارين بصورة مهنية، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

هذه الإرشادات الرئيسية، على مستوى الدواء أنا أعتقد أنك لا تحتاج للأدوية المضادة للمخاوف، إنما تحتاج لأحد الأدوية التي نسميها كوابح البيتا، وهي التي تقلل من إفراز الأدرينالين من أفضلها عقار اندرال، والذي يسمى بروباننول أرجو أن تتناوله الآن بجرعة 10 مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهر، ثم 10 مليجرام صباحاً لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله، ولا بأس أن تتناول 10 مليجرام قبل أي مهمة فيها تقديم أو مواجهة ساعة قبل المهمة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً