الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بدواء dexopin؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع، وأتمنى لكم التوفيق.

أنا شاب متزوج، عمري 34 سنة، وأقيم في ألمانيا. قبل فترة وبسبب الضغوطات تعرضت لنوبة هلع مع البكاء، وبعدها تطورت الحالة إلى الوسواس القهري والقلق.

الطبيب بدأ العلاج بدواء (ميرتازابين) ولكن لم ينفعني كثيرا ولم أقم بقطعه، وأضاف إليه (سيركويل) عيار 400.

وأنا أتناوله منذ شهرين، تحسنت حالتي قليلا ولكن لا يزال لدي خوف من الذهاب إلى السوق أو أن أركب الباص والقطار.

اليوم اقترح علي أن يضيف لي دواء باسم doxepin، وأخبرني أن الدواء ممتاز للاكتئاب والقلق.

أرجو من حضراتكم أن تخبروني رأيكم بهذا الدواء؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رفاعي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أخي: بالنسبة للعلاج الدوائي في حالات الهلع والقلق والتوترات والوساوس توجد أدوية مُعيّنة ذات فائدة كبيرة جدًّا، منها عقار (سيرترالين) والذي يُسمى تجاريًا (زولفت)، وعقار (سبرالكس) والذي يُسمَّى علميًا (استالوبرام)، وكذلك عقار (زيروكسات) والذي يُسمى علميًا (باروكستين)، هذه الأدوية الثلاثة هي الأفضل.

قطعًا الـ (سوركويل) لا نعتبره دواءً مفيدًا لهذه الحالات، قد يُقلِّل القلق والتوتر، والـ (ميرتازبين) أيضًا لا يفيدُ كثيرًا في الهلع والهرع، لكنّه يُحسّن النوم ويُحسّن المزاج.

أخي الكريم: طبعًا أنا لا بد أن أحترم رؤية طبيبك، هو الذي قام بفحصك ووضع لك الخطة العلاجية، وربما يكون التشخيص ليس مطابقًا لما ذكرته أنت – مع احترامي الشديد لك طبعًا – يجوز أن الطبيب لديه رؤية أخرى، أن عامل الاكتئاب – مثلاً – كان الأقوى، فلذا ركّز الطبيب كثيرًا على مضادات الاكتئاب التي لا تُفيد كثيرًا في الوسوسة والهرع. هذا جانب.

بالنسبة لاقتراحي لعقار (دوكستين doxepin): هذا الدواء دواء معروف تقريبًا، أتى لأسواق الدواء من قبل أربعين عامًا، وأنا تعاملت معه منذ ذلك الزمان. الآن لا يُستعمل كثيرًا، وإن كان دواءً جيدًا، هو مضاد للاكتئاب ويُحسّن النوم، له آثار جانبية بسيطة كأنه ربما يُسبب الإمساك أو الجفاف في الفم، في الأيام الأولى من تناوله، لكنّه دواء ممتاز للاكتئاب وللقلق، لا شك في ذلك أبدًا.

تبدأ الجرعة بخمسة وعشرين، وتُبنى الجرعة تدريجيًا، ويمكن أن تصل إلى مائة وخمسين مليجرامًا يوميًا. أعتقد أن الطبيب ما دام اقترح لك هذا الدواء – وهو دواء له ميزاته التي ذكرتُها لك – توكّل على الله وتناوله. وإن ظلّت بعد ذلك الوساوس معك شديدة والتوترات أعتقد أنه يجب أن تأخذ حظك في السبرالكس أو الزولفت.

أخي الكريم: لا بد أن تدخل في برامج رياضية، وتطبق بعض التمارين الاسترخائية وتكون إيجابيًا في تفكيرك، وتُحسن إدارة وقتك، والحمد لله أنت رجل مستقر، لديك عمل، متزوج، فأرجو أن تكون إيجابيًا في كل شيء، وقطعًا الصلاة في وقتها، والأذكار وتلاوة القرآن تعتبر دعائم رئيسية للإنسان من الناحية الدنيوية والأخروية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً