الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الوسواس القهري وآفاته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه استشارتي لكم، وأتمنى الرد علي بما يطمئن قلبي؛ لأني والله عجزت وتعبت من نفسي.

تقريبا منذ ٤-٥ سنوات أصبت بوساوس العقيدة، وحديث نفس عن الله عز وجل، والرسول والصحابة، تبغضني في نفسي وكنت أكرهها وأحاول أن أجاهدها وأصبر نفسي أن الله عز وجل لا يؤاخذني بها، ثم انتقل الوضع إلى وساوس بالوضوء والصلاة، أحاول أن أتصبر وأتثبت طول هذه السنوات، لكن مشكلتي الآن قبل شهر جاءتني أفكار جديدة دمرت حياتي، وأصبحت أفكر فيها غالب الوقت.

الأفكار تقول إني سأصيب عائلتي بعين وأضرهم بعيني، خصوصاً أبي الأقرب لي، وأخاف أن أحسده في صحته وبدنه، وأضره، وأجلس أذكر الله وأقول ما شاء الله وأكررها دائماً، لكن دائماً يأتيني تأنيب ضمير أني أضرهم بعيني وهم أقرب لي من كل شيء، وأخاف أن أفقدهم.

أيضا تأتيني أفكار والله إني أستحيي أن أقولها، لكن دائماً إذا سمعت بوفاة جديدة أدعو للميت وأقول الحمد لله أنهم ليسو أهلي، ثم أخاف عليهم من الموت خوفاً شديداً يعكر علي يومي، وأخاف أن الله يبتليني بأفكاري وأفقدهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله بمنه وكرمه أن يذهب عنك هذه الوساوس، وأن يشفيك مما نزل بك، ولا شك أنك استسلمتِ لهذه الوساوس واسترسلتِ معها ولذلك تمكنت منك وأوقعتك في هذا العنت، وأوصلتك إلى هذه المشقة، وكان الأمر أيسر من ذلك، فإن هذه الوساوس لن تتسلط عليك إذا اتبعت الأسلوب الشرعي والمنهج الشرعي في مقاومتها ومكافحتها، وهذا يحتاج منك إلى تصديق جازم بأن ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم لدفع هذه الوساوس هو العلاج الناجع، والأسلوب النافع، وأن تجاهدي نفسك بعد ذلك للأخذ به والصبر عليه، وستزول عنك بإذن الله، فلا تيأسي من رحمة الله.

اعلمي أن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير لا يعجزه شيء، وأن شفاءك أقرب إليك من كل قريب، ولكن ينبغي أن تأخذي بالسبب، فإذا أخذت بالسبب فقد تصلين بإذن الله تعالى إلى المطلوب، وهذه الوساوس أيتها الكريمة لا علاج لها إلا فيما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك يتلخص في أمور ثلاثة:

الأول: أن تستعيذي بالله سبحانه وتعالى حينما تهاجمك هذه الوساوس، فكلما هجمت عليك هذه الوسوسة الجئي إلى الاستعاذة بالله وتلفظي بلسانك، وادعي بقلبك أن يحميك الله تعالى منها، وأكثري من ذلك، وأكثري من قراءة المعوذتين (قل أعوذ برب الناس، وقل أعوذ برب الفلق).

العلاج الثاني: الانشغال والانصراف عنها إلى غيرها، فلا تبالي بها ولا تسترسلي معها، ولا تفكري في مقتضياتها وما يترتب عليها، فإذا فعلت ذلك وصرفت نفسك عنها، فإنها ستزول عن قريب بإذن الله.

الأمر الثالث: اللجوء إلى ذكر الله تعالى فالإكثار من ذكر الله يطرد الشيطان، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن ابتلي بالوسوسة: "فليقل آمنت بالله" فليكثر من ذكر الله تعالى في سائر الأوقات، فإذا صبرت على هذا الطريق فإنك بإذن الله تعالى ستصلين إلى المطلوب، والأطباء النفسيون ينصحون المريض الذي يصاب بهذه الوساوس، أن يحاول أن يقرن بين هذه الوساوس وبين أمر يكرهه، بحيث إذا جاءته هذه الوسواس تذكر هذا الأمر من مكروه فينفر منها من أجل ذلك الأمر المكروه، ولكننا أرشدناك إلى ما وردت فيه الأحاديث النبوية وهي خير علاج بإذن الله تعالى، فاصبري عليها وداومي عليها وستزول عنك هذه الوساوس إن شاء الله.

نسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً