الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد منكم طريقة للتخلص من الوساوس التي تنتابني

السؤال

السلام عليكم

تأتيني أفكار مخيفة ومقلقة منذ رمضان، وعرفت أنها وسواس قهري، وبدأت علاجها بالالتزام والحمد لله، والاستماع إلى الرقية الشرعية والأذكار صباحا ومساءً، ولكني أخاف أن لا ينتهي الموضوع، هو ينتهي بعد الأذكار والصلاة، لكن يأتيني أيضا في بعض الأوقات.

أرجو منكم الإفادة، وطريقة لأتجنب تلك الأفكار لأتخلص منها نهائيا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أولاً أيها الفاضل الكريم: لا بد أن يكون هنالك تأكيد للتشخيص، مفهوم الوسواس القهري مفهوم يختلط على كثير من الناس؛ لأن أعراض الوسواس مختلفة قد تكون أفكارا، قد تكون طقوسا، قد تكون مخاوف، قد تكون شكوكا وهكذا، وبعض الناس يختلط عليهم حديث النفس، ويعتقدون أن هذا وسواساً وهو ليس بوسواس، والبعض الآخر يكون لديهم ما يعرف بالأمراض الذهانية، لديهم معتقدات وشكوك ذهانية مرضية، أو أنهم يسمعون أصواتا لأشخاص غير موجودين، ويعتقدون أن هذه وسوسة، هذه ليست وسوسة هذه أمراض منفصلة تماماً.

أنا حقيقة أريد أن أعرض عليك الموضوع بصورة مبسطة وعلمية حتى تستفيد من ذلك، وتأكيد التشخيص نعتبره أمراً ضرورياً، فأنا أحبذ حقيقة أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا إن كان ذلك ممكناً وتحكي له هذه الأعراض، هذه الأفكار، كيف بدأت وما هي، وما هو محتواها، وهذا سوف يؤدي إلى تأكيد التشخيص، ومن ثم يستطيع الطبيب أن يضع لك خطة علاجية حسب نوعية ما أسميته بالوسواس، لا تنزعج لكلامي، هذا مجرد ضابط من ضوابط الجودة الطبية النفسية التي نراها ضرورية؛ لأني قد شاهدت أناسا يعانون من أمراض كمرض الفصام أو الاكتئاب الذهاني، أو الهوس الدوري، وقالوا أو اعتقدوا أنهم شخصوا على أنها وساوس قهرية، وتم علاجهم على هذا الأساس، وهم لم تكن وساوس قهرية، وهكذا، فالتأكد من التشخيص هذا هو الأمر الجيد.

وإذا تأكد أن لديك بالفعل وسواسا قهريا، فأنا أقول لك الوساوس شائعة جداً في مثل عمرك هذا، خاصة الوساوس ذات الطابع الديني، وهي بالفعل مزعجة للإنسان ومتسلطة وملحة ومستحوذة، ويعرف الإنسان أنها سخيفة، وليست حقيقية ويحاول صدها، لكنه يجد صعوبات في ذلك.

الخطة العلاجية تتمثل في تحقير هذه الوساوس، عدم الخوض في نقاشها أبداً، وتجاهلها تماماً وفعل ما هو ضدها، هذا هو العلاج الأساسي، وله تفاصيل كثيرة ودقيقة، يضاف إلى ذلك العلاج الدوائي في بعض الأحيان، منهجك الذي انتهجت للعلاج هو منهج طيب جداً، -الحمد لله- التزامك الديني، والاستماع إلى الرقية الشرعية، والأذكار، هذا كله طيب وجيد ويضيف للخطة العلاجية، لكن لا بد إن كان هذا الأمر وسواسا قهريا أن تجتهد أن لا تناقش الفكرة أصلاً من أولها، ولا تحللها، يجب أن تغلق الباب أمامها هذا علاج أساسي، وتصرف انتباهك، وتستبدل الفكر أو الفعل بما هو مخالف له، وأنا أتوقع أنها سوف تنتهي -إن شاء الله تعالى- إذا كانت بالفعل وساوس؛ لأن الوساوس في مثل عمرك كثيراً ما تكون عابرة، وليست ثابتة، لكن إذا استمرت مع الإنسان أكثر من شهرين، وكانت وساوس قهرية بالفعل فلا بد من مقابلة الطبيب، وتناول أحد الأدوية التي تساعد كثيراً في تفتيت الوسواس واختفائه بحول الله تعالى..

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً