الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب علي تقبل مشاعري وعدم مقاومتها كي لا تؤدي لنتائج عكسية؟

السؤال

السلام عليكم

منذ فترة قليلة أرسلت إليكم سؤالاً حول الأرق والنوم وأرشدتموني إلى نصائح -والحمد لله- انتظم نومي -بفضل الله- ثم بفضلكم، ولكن لدي سؤال آخر يدور في ذهني منذ فترة، وهو أنني طوال الأيام التي اضطرب نومي بها كنت قلقة من عدم النوم لأجل امتحانات مصيرية سأمر بها بالفترة القريبة، وكان شعور القلق من عدم النوم هو الذي يجعلني لا أنام.

قرأت وبحثت كثيراً عن الأمر، ورأيت تناقضاً بين أمرين، وهو أنه حينما تجاهلت مشاعر القلق واستبدلتها بمشاعر وأفكار إيجابية، وعدم اكتراث، وشاركت مشاعري مع أشخاص معينين زال الأرق لدي وتحسنت نفسيتي كثيرا، ولكن بنفس الوقت قرأت من خبراء نفسيين أنه يجب تقبل المشاعر وإعطائها حقها وعدم مقاومتها وتجاهلها وطردها، لأن هذا الأمر سيؤدي إلى نتيجة عكسية.

بدأت أفكر الآن هل يجب أن أتقبل قلقي الذي دفنته من قبل وأعود للقلق من جديد؟

أي هل طريقتي في التعامل مع القلق وتجاهله هي الصحيحة أم أنها طريقة غير سليمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحيق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسنًا فعلتِ – أختي الكريمة – في إصلاح اضطراب النوم بتجاهل مشاعر القلق التي تحدث قبل النوم وتؤدي إلى الأرق، لأن هذه دائرة أو حلقة مفرغة، تقلقين من عدم النوم فلا تستطيعين النوم، وهذا يؤدي إلى مزيد من القلق ويؤدي إلى مزيد من الأرق، فالتغلب عليه هو كما فعلتِ بتجاهل القلق عند الأرق وعدم النوم، وبالتالي يرجع النوم طبيعيًا كما هو عند كل شخص.

أمَّا بخصوص ما قرأتِه عن عدم تجاهل المشاعر: فهؤلاء الأخصائيون النفسانيون يتكلمون عن مشاعر أخرى، يتكلمون عن المشاعر بصورة عامّة، وليس المشاعر في هذه المواقف المعينة، المشاعر والوسواس الذي يؤدي إلى عدم النوم أو يؤدي إلى مشاكل معينة، هنا يجب تجاهله، ولكنهم يتكلمون عن المشاعر بصورة مطلقة، يجب على الشخص دائمًا أن يحاول أن يُعبر عن مشاعره في الحياة، وبالذات مع أصدقائه، يجب أن يكون عندك صديقة دائمًا تبادلينها مشاعرك وأفكارك، وهذا يُساعدك في كثير من الأمور.

إذًا ليس هناك تناقض بين ما يقوله الخبراء النفسانيون وبين ما فعلتِ – أختي الكريمة – فما فعلتِه مع القلق والأرق هو شيء صحيح، ولكن الكلام عن المشاعر هذا يُقصد به المشاعر العامة في الحياة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً