الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب خوفي من الإمامة في الصلاة؟

السؤال

السلام عليكم

منذ صغري كان عندي خجل وصعوبة في الاختلاط والاندماج مع الغرباء، وشخصيتي هادئة، وكنت لا أحب المزاح الكثير، لكن تغلبت على بعض من هذه المشاكل في مرحلة المتوسط، وبدأت أندمج في المجتمع وفي الثانوية بدأت أؤذن في المسجد، وفي أحد الأيام قمت لرفع أذان الجمعة، ومع كثرة الناس أصبت بخوف وتوتر، وتقطع صوتي ومن حينها لم أستطيع أن أرفع الأذان، ولم أستطع أن أصلي بالناس خاصة في المسجد.

علماً بأني قبل ذلك كنت أصلي بالناس أحياناً، وقد جربت أن أكسر هذا الخوف فتقدمت للصلاة بالناس فتقطع صوتي من الخوف، فأكملت الصلاة بالناس، ولم أتقدم منذ ذلك الوقت، وأعتذر إذا طلب مني الصلاة بالناس، رغم أني كنت أذكى الطلاب في تلاوة القرآن، ومتميزاً في دراستي، والناس تثق بي دائماً وتنظر إلي كشاب متعلم.

مما زادني تعقيداً أن حالتي ساءت، حتى إني أخاف أن أصلي ولو بشخص واحد حالياً، مع أني في غير الصلاة أتكلم مع الناس وأناقش وأقرأ القرآن في الحلقة، ولا توجد أي صعوبة في معاملتي مع من حولي، فقط لدي مشكلة بسيطة عندما أتكلم مع بعض الناس المعروفين أحس بتوتر خفيف في عضلات وجهي، وكذلك صعوبة في النظر إلى من أتحدث إليه أحيانا فقط، ومشكلتي الأساسية - فقط - في الصلاة ومواجهة الجمهور الكبير.

أريد أن أضيف شيئاً لعله يفيد في فهم المشكلة: وهو أن خالي عنده مشكلة ويخاف من ركوب السيارات، ويخاف من السفر بدون مرافق، كذلك عمي أيضا يخاف من الصلاة بالناس، فهل مشكلتي هي وراثية؟ وهل إذا كانت وراثية يصعب علاجها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من رهاب اجتماعي يتمثل في مشكلة الصلاة أو إمامة الناس في الصلاة، وبالذات الصلاة الجهرية، وقد تلعب الوراثة دورا في هذه المشكلة، ولكن لا يعني هذا أنه ليس هناك علاج لهذه المشكلة، هناك علاج لهذه المشكلة، وعلاجها هو في المواجهة وليس الهروب، لأن الهروب يزيد القلق والتوتر ويجعل المشكلة أكثر صعوبة، فعليك بالمواجهة المتدرجة، ابدأ بالصلاة مع عدد بسيط من الناس ولو في المنزل، حتى لو شعرت بالقلق والتوتر فيجب عليك المواصلة.

يمكنك استعمال أشياء تخفف من هذا القلق والتوتر مثل: الاندرال، حبوب الاندرال 20 مليجرام تأخذها قبل الصلاة؛ هي تساعد في تخفيف ضربات القلب والتوتر الذي يحدث أثناء القراءة، وهي ليست حبوبا نفسية فقط، هي تساعد على علاج هذه الأعراض البدنية المصاحبة للقلق والتوتر، فقط يجب أن لا تستعملها إذا كنت تعاني من الربو، أيضاً يمكنك بالمواجهة في الخيال، مثلاً أن تتخيل أنك تصلي أمام جمع من الناس، وتقرأ، ويحصل قلق وتوتر، وتهدأ نفسك، وتواصل هذا الشيء في خيالك، فتدريجياً أيضاً سوف يساعدك في التخلص من القلق والتوتر في الصلاة أمام الناس بصورة حقيقة.

لا أرى أنك تحتاج لدواء في الوقت الحاضر، هذه العلاجات السلوكية مع دواء الاندرال سيساعد إن شاء الله، إذا لم يساعد فهناك أدوية نفسية أخرى تستعملها لفترة أطول مثل: دواء السيبرالكس، 10 مليجرام تبدأ بنصف حبة لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة، ويجب أن تستمر عليه لفترة 3 شهور إلى 6 شهور ثم بعد ذلك توقفه بالتدرج، يمكنك تجربته إذا فشلت الطرق الأولى التي ذكرتها في المواجهة مع استعمال دواء الاندرال.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً