الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب تغير الشعور تجاه الزوجة بعد العقد عليها؟

السؤال

السلام عليكم..

تقدمت لخطبة فتاة ثم صليت الاستخارة، وشعرت بارتياح وميول لها، ومن ثم عقدت قراني عليها (الملكة) والآن أحس بتغيير من ناحيتها، أقصد ليس ذاك الإحساس قبل الملكة، والسؤال ما نتيجة هذا التغير؟ ولماذا حدث لي؟ وكيف أتخلص منه؟ وهل هو من نتائج الاستخارة، والآن أتتني؟ أرجو المسارعة في إجابتي لأني سأدخل بها قريباً إن شاء الله، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ابني الكريم: أسأل الله العظيم أن يكتب لكما التوفيق، وأن يجمع بينكما على الخير، وأن يصلح لنا ولكم الذرية، وعليك بدعاء الأخيار الذين يقولون: ((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))[الفرقان:74].

هذا المشروع الذي بدأته بالاستخارة سوف تكون عاقبته بإذن الله طيبة، وهكذا المسلم يتوجه إلى الله بحوائجه، ويتوكل على من بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، وأسأله أن يؤلف بين قلبيكما، وأن يديم عليكم توفيقه وستره.

أما هذا التغيير الذي تشعر به فهو طارئ وسوف يزول بحول الله وقوته، وأرجو عدم الانزعاج، والقلب يتقلب بصاحبه، وهم الشيطان أن يُحزِن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله، فاجتهد يا أخي في الذكر والدعاء، وواظب على أذكار الصباح والمساء.

والإنسان في أيام الخطوبة تكون جرعة العاطفة كبيرة، وتكثر المجاملات وعبارات الإعجاب، وبعد عقد القرآن "الملكة" يبدأ الإحساس بالمسئولية، وتطل التكاليف المادية برأسها، ومن مصلحتكما أن تكون تكاليف الزواج يسيرة؛ لأن المبالغة في المهر وتكاليف الزواج عبارة عن قنابل موقوتة في طريق الحياة الزوجية، والديون هموم وغموم، وإذا كان عندكما أموال فخير، وخير لكما أن تؤسسا بها حياتكما وتدخراها لأيام قادمات.

ولا علاقة للاستخارة بما حدث لك بعد هذه المدة الطويلة، وأرجو أن تكثر من الدعاء وتبتعد عن المعاصي والذنوب؛ لأن آثارها مدمرة والعياذ بالله، فمن آثارها الضيق والاكتئاب، قال تعالى: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا))[طه:124].

وعليك بالاستغفار والمسارعة في الخيرات، وسوف يجعل الله بعد عسرٍ يسراً، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً