الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائر بين قلبي وكلام الناس في اختيار شريكة الحياة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا العمل الجبار الذي استفدنا منه كثيرا.

سؤالي هو: أنا شخص قصير القامة 160 سم إلى 165 سم، أحب أن تكون زوجتي طويلة تقريبا 180 سم لأني أكره صفة القصر، ولكن كلام الناس بأنها لن تكون من قياسك، أو لربما يصعب عليك المعاشرة الزوجية والجماع.

وأيضا مذكور في القرآن الكريم: (وعسى أن تركهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم) الصراحة أنا محتار أختار ما يحبه قلبي أو آخذ بكلام الله.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونؤكد أننا نتشرف بخدمة أبناءنا وبناتنا وهذا الموقع منكم وإليكم، وهذا واجبنا ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم السعادة والآمال، وأن يرزقك بصالحة من بنات الرجال، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.

حقيقة من حق الإنسان أن يختار الزوجة التي يميل إليها، بالمواصفات التي يرتاح إليها، ولا تنظر إلى كلام الناس ولا تهتم بكلامهم، وأعلم أن قصر الزوج وطول الزوجة ليس له علاقة بالعلاقة الخاصة، فإنها تتم بنجاح في كل الأحوال، والإنسان ينبغي أن يختار الزوجة التي يرتاح إلى صفاتها من طول أو قصر أو نحو ذلك، وأعتقد أن ما تميل إليه نفسك هو الذي ينبغي ان تهتم به، وما يذكره الناس في هذه الناحية من أنه قد يصعب عليك عملية العلاقة الخاصة هذا غير صحيح، فهذه المسألة لا ارتباط لها بالطول ولا بالقصر، وأيضاً من حقك أن تختار الزوجة التي تميل إليها بالمواصفات التي تريدها، ومعروف في الدراسات النفسية أن القصير قد يطلب طويلة، والطويلة قد تطلب قصيرا، والنحيف قد يبحث عن متينة، والمتينة قد يرضيها إنسان نحيف، هذه أمور تعني الإنسان وهو الذي يختار ما يعجبه.

ومسألة الزواج دائماً الخيار فيها للزوج وللزوجة، فإذا وجد التراضي والقبول بين الطرفين فلا تضر مثل هذه الإشكالات أبداً، والقرآن أيضاً ليس فيه ما يدل على أن الإنسان إذا أحب شيئاً فهو شر (وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شراً لكم) طبعاً هذا لا علاقة له بهذا الموضوع، فالاختيار له قواعد، قال النبي للرجل " فاظفر بذات الدين" هذا الشرط الأساسي، وبعد ذلك بقية الشروط متروكة الإنسان أيضاً يهتم بها، من طول أو قصر أو حسب أو مال أو جمال كل ذلك مطلوب، لكن التركيز على الدين، ثم قال لأولياء المرأة " إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته" دينه وخلقه لم يقل طوله ولا قصره ولا شهاداته ولا إنما قال: ترضون دينه وخلقه. هذه الشروط الشرعية بقية الأشياء هي عبارة عن عوامل مساعدة، لا تؤثر كثيراً طالما وجد القبول.

والمسألة هذه مبنية على القبول والإرتياح والانشراح، والإسلام يقيم الحياة الزوجية على الرضا التام وعلى الاختيار الحر لكل من الرجل والمرأة، والصواب أن يكون الاختيار بعينك أنت ليس باختيار آخرين، يمكن أن تساعد العائلة يساعد الأصدقاء لكن في النهاية أنت تختار التي ترتاح إليها وهي ترضى بمن ترتاح إليه.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يسعدك في حياتك، ونكرر الترحيب بك في موقعك، فاختار ما يحبه قلبك وما تميل إليه بعد الشرط الأول وهو شرط الدين، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً