الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البرود في العلاقة الزوجية .. أسبابه وعلاجه

السؤال

مستشارنا الفاضل، أرجو النظر في مشاكلي ومساعدتي على حلها.

- علاقتي بزوجي أحسها باردة جداً، فلا أرغب به جسدياً بالرغم من أني أحبه؛ نحن متزوجان منذ 8 سنوات، ورزقنا الله تعالى بثلاثة أبناء ولكن بسبب ظروف عمله التي جعلتني أشعر بالوحدة فهو لا يعود إلا ليلاً من عمله، ويقضي معظم يومه في الإجازات نائماً بسبب تعبه.

- أساعده مادياً فأنا أعمل ولا أطلب منه أغراض المنزل، فأقوم بشرائها نظراً لانشغاله الدائم؛ وأولاده لا يراهم تقريباً فعندما يعود للمنزل ليلاً يكونون نائمين فلا يساعدني في تربيتهم ولا في دراستهم.

• لا يهتم بي فتمر علينا المناسبة تلو الأخرى ولا يبادرني بالهدايا أو بالكلام الجميل إلا عندما يرغب بي؛ بالرغم من أني كنت أفاجئه كثيراً بالهدايا سواء في أعياد ميلاده أو ترقياته في عمله أو نحوها، وأتواصل معه بريدياً فأرسل له بطاقات كثيرة متعددة الأسباب، أما هو فلا أرى منه شيئاً، حتى إنه لا يهتم بي في حالة مرضي، وإذا دخلت المستشفى يتعامل معي ببرود.

• عند جلوسه في المنزل يحب رؤية التلفزيون، وينظر إلى النساء، ولا يأبه بوجودي حتى لو كن عاريات في الأفلام، وكثيراً ما نذهب سوياً إلى السينما التي يحب زيارتها دائماً بالرغم من رفضي للذهاب إليها ولا يأبه لمشاعري عند وجود النساء في الفيلم، مع العلم أني لا أقصر من ناحية اللبس والاهتمام بنفسي.

مستشارنا الفاضل، أرجو أن لا أكون أطلت عليكم، وأتمنى منكم الرد بالتفصيل على كل مشاكلي، كيف لي أن أصلح نفسي وأصلح زوجي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ س حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويُلهمنا جميعاً رشدنا ويُعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

لا بد أن يعلم هذا الزوج أن لأهله عليه حقاً، فعليه أن يحترم مشاعر زوجته ويقدّر حاجتها إليه، ومهما كان الإنسان متعباً فلن يصعب عليه أن يقول الكلمة الحلوة وأن يهتم بالنظرة واللمسة الحانية، أو أن يحرص على السؤال عن الأحوال ولو عن طريق الاتصال، وأرجو أن تواصلي الصبر فإن عاقبته طيبة، وشكراً لك على صدق مشاعرك تجاه زوجك رغم بعده وظروفه.

ولا شك أن نفور الزوجة من فراش زوجها له أسباب، منها ما يلي:

1- كثرة غياب الزوج عن زوجته.

2- عدم اهتمام الرجل بزوجته، وعدم الثناء على شكلها وثوبها وطهيها وتريبها وذوقها.

3- كثرة حديث الرجل عن نفسه ونجاحاته.

4- حديث الرجل عن نساء أُخريات، وإظهار اهتمامه وإعجابه لهن في حضور زوجته.

5- عدم الاستماع لزوجته إذا تحدثت والاهتمام بها إذا مرضت.

6- عدم التمهيد للفراش بالملاطفة والمداعبة.

7- ابتعاد الرجل عن زوجته مباشرة بعد قضاء حاجته، وهذا خطأٌ كبير يقع فيه كثير من الأزواج، ولهذه المسألة آثار سالبة جداً على المرأة، مما يجعلها تكره مضاجعة الزوج وتفر من الفراش.

ولكي يهتم بك زوجك أرجو مراعاة ما يلي:

1- لا تُكثري اللوم عليه، ولا تحاسبيه على أخطاء الماضي، واقبلي منه القليل، وشجعيه واشكريه، وسوف يأتيك بإذن الله الكثير.

2- لا تنتقدي أصحابه، ولا تقللي من شأن عمله، ولا تهملي ما يهتم به.

3- الصبر عليه؛ فإن التغيير قد يحتاج لبعض الوقت.

4- معرفة أن كل شخص له طريقة مختلفة في التعبير عن عواطفه وحبه.

ونحن نشكر لك معاونة الزوج، ولن يضيع أجرك عند الله، لكن الأولاد يحتاجون لأبيهم، ولذلك لابد من وضعهم في برنامجه مهما كانت ظروف العمل.

ولست أدري هل هذا الموقف السلبي من هذا الزوج قديم وعادة له أم هو أمرٌ طارئ؟

فإن كان هذا الأمر قديم عنده فاستعيني بالله واصبري، وتذكري الجوانب الإيجابية فيه، وشجعيه على تنميتها وزيادتها، ولا تقارنيه بغيره، فلكل إنسان إيجابياته وسلبياته، ولا تستمعي لحديث النساء عن أزواجهن؛ فإنه لا يخلو من المبالغة، كما أنهن ربما ذكرن الإيجابيات فقط.

وأرجو أن تعرفوا أن إدمان النظر للنساء في التلفاز والسينما أو على الطبيعة يضعف الرغبة الجنسية، ويضر قلب الإنسان، ويُفسد الطوية، فأكثري من اللجوء إلى من يجيب من دعاه، واحرصي على طاعة الله، فإن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين خلقه، وأن للطاعة آثارها الطيبة وللمعصية آثارها المدمرة، وقد يرى الإنسان آثار تقصيره وعصيانه في أخلاق شريكه وأولاده، فأرجو أن نستفيد من شهر رمضان فنراجع أنفسنا ونجتهد في طاعة ربنا.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً