الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شاب فيه صفات طيبة لكني أشك في تجسسه

السؤال

السلام عليكم

أرجو النصح والإرشاد في أمري، أنا مخطوبة لشخص الجميع متفق أنه شخص جيد ومحترم ويعرف ربنا ويصلي بانتظام، وفيه صفات كثيرة جيدة.

الخطوبة كانت من بضعة أشهر، وأحسست ببعض الأمان والثقة ناحيته، لكن باختصار اكتشفت أنه قد نزل برنامج هاكر، وتجسس على موبايلي.

البرنامج هذا يستطيع من خلاله أن يتحكم في كل شيء في موبايلي من الكاميرا، ومعناه أنه يستطبع أن يرى كل شيء يريد معرفته، ويتاح له.

أكثر من دليل أكد لي أن هو هو الذي عمل ذلك، واجهته وطبعاً أنكر، وقال إنه لا يستفيد من مثل هذا، طبعاً إحساسي بالأمان انعدم، لم يبق لدي أي ثقة فيه لأي شيء.

أعرف أنه مستحيل يؤذيني بأي شيء لكن الفعل هذا كان أكبر أذية بالنسبة لي، فهل ينفع أن أكمل مع الشخص هذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفصة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختنا الكريمة- ورداً على استشارتك أقول:
لم تخبرينا كيف شككت أنه هو من أنزل ذلك البرنامج، وما هي الأمور التي أكدت لك ذلك؟ فهل أخذ هاتفك وبقي في يده لمدة؟ لأن تنزيل البرنامج يحتاج لوقت مع ضبطه وربطه بهاتفه حتى يتحكم فيه، وشخص يحمل الصفات التي ذكرتها يبعد أن يفعل مثل هذا الفعل.

ليس لديك أي دليل مادي يدينه، لأن مثل هذا البرنامج أحياناً قد ينزل مع برامج أخرى نزلتها أنت بنفسك، ويكون هذا البرنامج مرتبطاً بها.

الأصل تصديقه فيما أخبر إلا إذا كان عندك دليل قطعي أنه هو من قام بفعل ذلك، لأن هذا الفعل يدل على أن من وضع البرنامج شخص شكاك ويتعامل مع الآخرين على سوء الظن بهم.

اتهام الناس بدون أدلة مادية يعتبر من الأمور المحرمة، والأصل التعامل بالثقة خاصة بين الرجل أو المرأة ومن يريد أن يرتبط به.


وضع مثل هذا البرنامج بحيث يتحكم فيه عن بعد يعني أنه يمكن أن يرى صاحب الهاتف على كل الأحوال، ومنها أن يراه وهو في حالة لا يريد أحداً أن يطلع عليها، وهذا يعد من التجسس الأشد حرمة لأن فيه الاطلاع على عورات الناس.

لو ثبت أن هذا الشخص هو من وضع هذا البرنامج فلا أنصح بالارتباط به، خاصة وأنك لا زلت في مرحلة الخطوبة.

أوصيك ألا تتعجلي في اتخاذ أي قرار إلا بعد أن تكوني متيقنة ولديك الأدلة المادية، فإن التأني من الله والعجلة من الشيطان.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يختار لك ما فيه الخير والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً