الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تبدلت أحوال ابنتي النفسية منذ عشر سنوات، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم.

ابنتي عمرها 18 عاما، أحوالها تبدلت منذ 10 سنوات، وأصبحت عصبية تشتم أي أحد حتى أنا وأمها، وللأسف عرضتها سريعا على الأطباء النفسيين، وبدؤوا معها رحلة الأدوية إلى الآن، وتغيرت أحوالها كثيرا مع السنين، وعدم ثقتها في نفسها، فأصبحت غير اجتماعية، تشك أن الجميع ينظر إليها بنظرة سيئة وحقيرة، تفهم كل الأشياء بالخطأ، لا تتحدث، لا تريد أن تجلس مع الناس، مكتئبة دائما، من الممكن أن تعتدي باللفظ أو الفعل على أي حد في البيت إذا اعتقدت أن أحدا يضايقها، لا تركز في أي شيء في الدراسة، في الحياة تتذكر أشياء من وقت طويل وتعلق عليها وتشتم من فعلها، تجلس دائما وحيدة مع هاتفها، ليس لها علاقات مع أي من الجنسين، إذا خرجت معنا عند أي أحد لا تتكلم لا بد من الطرف الآخر أن يبدأ بالكلام.

ذهبنا إلى عدة أطباء، وكتبوا لها أدوية نفسية كثيرة جدا وكأنها حقل تجارب، وجميعها بلا فائدة إلا القليل جدا، تهدأ يوما أو يومين ثم كأنها لم تأخذ شيئا، والآن تأخذ (ريسبردال 4، وفافرين 100 وشوزفاي، وحقنة كل 15 يوم اسمها، فينوكسول) ودواء للتركيز لا أذكر اسمه، ومع كل هذا أوضاعها كما هي لا مذاكرة ولا تركيز، عصبية، تشتم دائما، مكتئبة دائما، لا تضحك، تأكل وحدها، وعندما أتكلم معها تسمع لي وتقتنع وبعد ساعة كأن شيئا لم يكن، لا أعرف ماذا أفعل؟

بالله عليكم أفيدوني، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أن المرض بدأ مع ابنتك وهي صغيرة، أي في عمر وهي طفلة كما ذكرت، وهذا طبعاً يترك أثرا في مسار المرض، كلما بدأ المرض في سن صغيرة يكون السيطرة عليه أصعب، ولكن ليست مستحيلة، نصيحتي لك يا أخي الكريم: أن لا تغير الأطباء بكثرة، التزم مع طبيب واحد، لأنه هو سوف يفهم المرض وسوف يعمل علاقة علاجية مع ابنتك وهذا مهم جداً في تحسنها بإذن الله.

هناك أدوية كثيرة يمكن استعمالها لما تحس به ابنتك، فقد تكون اضطرابا ذهانيا، وقد تكون أحد أمراض الطفولة، ولا أدري هل عرضتها على طبيب أطفال أم لا في البداية، لأنه مهم التشخيص يا أخي الكريم، لأن بعض الأمراض التي تحصل في الطفولة تكون سلوكية في معظمها، وهذه قد تحتاج إلى علاجات سلوكية بواسطة المعالجيين النفسيين أكثر من الأدوية، فالتشخيص مهم جداً في حالة ابنتك، نعم تعاني وأنها مريضة ولكن التشخيص مهم.

فلا أدري هل عرضتها من قبل على طبيب نفسي أطفال أم لا، لتشخيص ابنتك تشخيصا صحيحا، ومن بعدها وضع الخطة العلاجية التي قد يكون فيها -كما ذكرت- علاجا سلوكيا معرفيا، وعلاجا دوائيا معاً، هذا كل ما أستطيع أن أساعدك به، اعرضها على طبيب متخصص في اضطرابات المراهقة والطفولة، لأن ابنتك ما زال عمرها 18 سنة، وواصل معه بانتظام، فقد يكون المكون النفسي مهما مع الأدوية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً