الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تناول جرعة كبيرة من الدواء النفسي تؤثر على المخ؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ فترة أعاني من خوف وهلع، ووصف لي الطبيب توبمود وسيروكسات، وتعبت منهم، فأوقفته من نفسي، ولكن مزاجي كما هو، ورجعت للطبيب، فقال أكمل العلاج 15 يوما، ولكنه عاودني للأسف، وأنا خائف جدا من السيروكسات وآثاره الجانبية، كما أني أخذت علاج سيبراكس وتربتيزول بجرعة كبيرة وأنا لا أدري، حيث كنت متعبا جدا، فهل يؤثر على خلايا المخ؟ وهل ممكن أن أتعافى من كل ذلك بدون علاجات نهائيا؟ وهل توب مود مع سيروكسات جيد أم يمكن أن أغير إلى فيلوزاك من تلقاء نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ش.ح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية وتقبل الله صيامكم وطاعتكم.

العلاج الدوائي هو جزء من العملية العلاجية المتكاملة، أيا كان التشخيص للاكتئاب، للقلق، للمخاوف، للوسواس، وحتى للأمراض الذهانية، فالدواء مهم، لكن يجب أن لا نعتمد عليه الاعتماد الكلي، كما أن العلاجات السلوكية والاجتماعية والإسلامية حين يطبقها الإنسان تدعم فعالية الدواء، فهذا الخوف وهذا الهلع إذا كانت هنالك أسباب معروفة لديك يجب أن تزيلها، وإذا لم تكن هنالك أسباب يجب أن تحقر فكرة الخوف، ويجب أن تكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تمارس الرياضة، وأن تكون إيجابياً في تفكيرك، أن تطبق بعض التمارين الرياضية، أن تكون لك طموحات ومشاريع مستقبلية، أن تطور نفسك مهنياً، أن تحرص على الصلاة في وقتها، وكذلك بقية العبادات، وصلة الرحم هذه كلها علاجات، وعلاجات مهمة جداً.

بعد ذلك بالنسبة للأدوية، المضادة لقلق المخاوف والهرع، هذه الأدوية متشابهة ومتداخلة إلى حد كبير، والطريق الأمثل والأفضل هي أن يتناول الإنسان أقل عدد ممكن من الأدوية وبجرعة صحيحة، مثلاً أنا أرى دواء واحدا في حالتك يكفي تماماً، الزيروكسات دواء ممتاز وهو الباروكستين، لكن كثير من الناس يستعملونه أو يتعاملون معه بالطريقة الخطأ، هو دواء يتطلب أن تبني الجرعة أو ما نسميه بالجرعة التمهيدية، تبدأ بجرعة صغيرة ثم ترفعها إلى الجرعة العلاجية، ثم بعد ذلك جرعة الوقاية، وبعد ذلك جرعة التخفيف إلى أن يتم التوقف من العلاج.

يعني مثلاً في حالتك أنت تبدأ زيروكسات 12.5 مليجرام وهذا يسمى زيروكسات سي أر أفضله، تتناوله لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى 25 مليجرام من الزيروكسات سي أر، وهذه الجرعة العلاجية تستمر عليها لمدة 4 إلى 5 أشهر نقول 5 أشهر، بعد ذلك تخفض إلى جرعة الوقاية وهي 12.5 مليجرام يومياً لمدة 4 أشهر أخرى، ثم تجعل الجرعة 12.5 مليجرام يوم بعد يوم لمدة أسبوعين ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين بهذه الكيفية، لن تحدث لك الآثار الجانبية للزيروكسات وأقصد بذلك الآثار الانسحابية.

أما الآثار الجانبية الأخرى فهي أنه قد يفتح الشهية نحو الطعام، وهذا يمكن أن يتجاوزه الإنسان من خلال أن يضبط نفسه في غذائه، وأن يمارس الرياضة إذا كان متخوفا من زيادة الوزن، كما أنه بالنسبة للمتزوجين قد يؤخر القذف المنوي عند الجماع، لكنه لا يؤثر على هرمونات الذكورة، ولا يؤثر على الصحة الإنجابية عند الرجل، فهذا هو الذي أنصحك به، ولا داع أن تنتقل السيبرالكس أو البروزاك، ولا داع أيضاً أن تتناول التوبمود، دواء واحد بجرعة صحيحة بترتيب زمني منسق وعلمي إن شاء الله تعالى تجني فائدته.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً