الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق التنفس، هل يمكن أن يكون السبب نفسيًا؟

السؤال

السلام عليكم

منذ أكثر من 3 أسابيع عانيت من ضيق بالتنفس في أوقات متفرقة خصوصا في المساء، وفي يوم عانيت من مشكلة التنفس وكانت بسيطة في أول اليوم، بعدها كنت أصلي المغرب فأحسست بهبوط شديد جدا وضيق بالنفس، لدرجة أنني شعرت أنه الموت، فأخذت حقنة كورتيزون سببت لي ضغطا عاليا وسرعة في ضربات القلب، وظللت أعاني من مشكلة الضغط عدة أيام مع مشكلة التنفس.

ذهبت لطبيب قلب، وقمت بعمل رسم قلب ولم يكن به أي مشكلة، وطلب مني الطبيب عدة تحاليل، صورة دم كاملة وغدة، ووظائف كبد وكلهم -الحمد لله- على ما يرام، لكنني ما زلت أعاني من مشكلة التنفس من وقت لآخر، وزاد معها خمول وإرهاق دائم، وزيادة ضربات القلب، وأحيانا أشعر بضربات قلبي في أنحاء متفرقة من جسدي، بعض الأوقات تكون محتملة، وبعض الأوقات أشعر كأنه اقتراب الأجل، وأفكر بالموت كثيرا حاليا، وأعاني من أرق شديد، حيث تزداد الأعراض عندما أذهب للنوم، فلا أستطيع النوم، فما السبب؟

قرأت العديد من الاستشارات على موقعكم، ووجدت أنها قد تكون أعراضًا نفسية.

أرجو المساعدة ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيناس حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فعلا ما تعانين منه نفسي، وما حصل معك هي نوبة هلع، نوبة الهلع تأتي بضيق في التنفس، أو أعراض قلق عامة، ومعها إحساس بالموت، وهذا هو أهم شيء، إحساس بأن الشخص سوف يموت أو سيغمى عليه، أو سيذهب عقله، وهذه من العلامات الواضحة لنوبات الهلع، وبعد ذلك طبعاً تحصل أعراض قلق وتوتر وزيادة في ضربات القلب، وخوف الموت وهكذا.

وكل التحاليل تكون سليمة؛ لأن كل هذه الأعراض منشؤها نفسي، أي كل ما تشعرين به هو حقيقي ولكن منشؤه نفسي وليس عضويا، فهي فعلاً حالة نفسية نوبة الهلع، وبتكرارها واستمرارها فأنت تحتاجين إلى المساعدة والعلاج، ولعل العلاج الدوائي يكون مفيداً وبالذات دواء السيبرالكس أو استالبرام 10 مليجرام ابدئي بنصف حبة لمدة أسبوع بعد الإفطار في رمضان، وفي الأيام العادية الإفطار في الصباح، واستمري عليها -كما قلنا- لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة 10 مليجرام وتحتاجين لبعض الوقت لشهر حتى تزول هذه الأعراض، وتزول نوبات الهلع أو تخف بدرجة كبيرة.

بعد ذلك يجب عليك الاستمرار في الدواء لمدة 6 أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك أوقفيه بالتدرج بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتوقف تماماً، وإذا استطعت المواصلة مع معالج نفسي لعمل علاج سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي يكون هذا أفضل.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً