الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التوتر والقلق هما السبب في زيادة نبضات قلبي؟

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني من حالة قلق شديد من المرض، قبل ثلاث سنوات، والآن أعاني من حالة ضيق في التنفس وخفقان وشد في رأسي، وخدر في وجهي ورقبتي، مع العلم أني كنت قد أصبت بمرض التهاب العصب السابع (شلل الوجه) قبل سنة، والآن من فترة إلى أخرى أصاب بنوبة هلع، وأخاف من رجوع مرض شلل الوجه؛ لأن رأسي مشدود، ووجهي فيه خدران، عملت تحاليل عامة للدم، كانت سليمة، وعملت تحاليل للغدة الدرقية وكانت سليمة، ذهبت إلى طبيب نفسي وصف لي علاج fluoxetine 20 mg سؤالي: هل العلاج فعال مع حالتي؟ وهل أحتاج إلى زيارة طبيب القلب؟

مع العلم أنه في حالة الراحة فإن نبضات قلبي تنبض اعتياديا، فقط عند بذل أقل مجهود أو عند المشي القليل ترتفع إلى 109 نبضة في الدقيقة، هل السبب التوتر والقلق؟

وشكرا لكم، دمتم سالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، تقبل الله صيامكم وطاعتكم.

أعراض الضيق والخفقان وشيء من القلق، وربما المخاوف، هذه تمثل ما يمكن أن نسميه نوبة هلع أو فزع، وأنت الأعراض لديك واضحة جداً، بجانب ذلك طبعاً لديك الإصابة السابقة بالتهاب العصب السابع، ويظهر أن الأمور قد رجعت لطبيعتها في هذا السياق -والحمد لله-.

من أهم وسائل العلاج للفزع والهرع أن لا تجعله هماً بالنسبة لك، يجب أن تتجنب تماماً الخوف التوقعي أن هذه النوبات سوف تأتي مرة أخرى، أنها سوف تكون مزمنة، أنها سوف تعطلك، لا، أرجو أن لا يكون لديك هذا النوع من التفكير أبداً، هذه النوبات بسيطة حتى وإن كانت مزعجة ليست خطيرة، وهي مجرد نوع من القلق، ويجب أيضاً أن تجتهد في أن تتجنب الفراغ، الفراغ الزمني والفراغ الذهني، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد، الرياضة مهمة جداً لعلاج هذه النوبات أو لمنع الانتكاسات منها، كذلك تمارين الاسترخاء أيضاً مهمة، فأرجو يا أخي أن تجعل هذا هو نمط حياتك.

بالنسبة للعلاج الدوائي الفلوكستين دواء جيد، لكنه بطيء الفعالية فيما يتعلق بنوبات الهرع والفزع، وقد تحتاج إلى أن ترفع الجرعة إلى 40 مليجرام، ما دام الطبيب المختص قد وصفه لك، فأرجو أن تتناوله، وأن تتبع الإرشادات التي ذكرها لك الطبيب بخصوص الدواء، وكما ذكرت لك جرعة 40 مليجرام سوف تكون أكثر فائدة، تحتاج أن تستمر عليها لمدة شهرين مثلاً، بعدها يمكن أن ترجع لجرعة 20 مليجرام، أو حسب ما يوجهك الطبيب، إذا لم تتحسن بصورة ملحوظة على الفلوكستين غالباً الطبيب سوف ينقلك إلى دواء آخر مثل السيبرالكس أو لسترال، لكن في الوقت الحاضر اجعل قناعتك جيدة حول الفلوكستين.

أنا لا أعتقد أنك تحتاج للذهاب إلى طبيب أمراض قلبية، لكن يا حبذا لو قمت بفحص وظائف الغدة الدرقية مرة أخرى، وكذلك التأكد من نسبة الدم لديك؛ لأنه في بعض الأحيان في حالات فقر الدم البسيطة مع أقل مجهود قد تتسارع ضربات القلب، وكذلك في حالة زيادة إفراز الغدة الدرقية، هذا لمجرد التأكد، وأنا أعتقد أن الأمر مرتبط ارتباطا أكثر بالقلق والهرع كما تفضلت، لكن إجراء هذه الفحوصات مجرد التأكد وتكثيف التمارين الرياضية والاسترخائية -إن شاء الله- سوف يساعدك كثيراً.

بعد أن تتأكد أن فحوصاتك سليمة وظلت هذه الظاهرة موجودة -أي ظاهرة زيادة نبضات القلب مع أقل جهد- في هذه الحالة قد تحتاج أن تتناول جرعة صغيرة من عقار يسمى اندرال، هذه أحد كوابح البيتا التي تتحكم في ضربات القلب وتخفضها حين تكون متسارعة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً