الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري الشديد، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

عانيت منذ سنتين من وسواس قهري شديد جداً، أقعدني عن العمل وعن الحياة كلها، وبعد أن شخصت حالتي بالوسواس القهري الشديد تلقيت علاجاً نفسياً بالفافرين، وأدوية للخوف الشديد حيث عانيت من المرض بشدة.

الآن عاد لي الوسواس في شهر رمضان، أريد أن لا يعود لي الوسواس، فماذا أفعل كي أحصل على الشفاء التام إن شاء الله، فأنا أم لأولاد صغار، والوسواس يؤثر على سلوكي معهم؟

أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنتِ لم توضحي طبيعة الوساوس التي تعانين منها، هل هي وساوس فكرية أم ممارسة طقوس وسواسية أم أفعال أو اندفاعات أو شكوك أو مخاوف؟ عموماً ما دمت قد وصفت أن الوسواس كان شديداً وقد أقعدك نعتبر حالتك هي وساوس أفعال وأفكار.

العلاج معروف -أيتها الفاضلة الكريمة- بجانب العلاج الدوائي يجب أن يكون هنالك جهد سلوكي من جانبك، وذلك من خلال التحقير التام لفكرة الوسواس، عدم الخوض في نقاشها، استبدالها بفكر منفر، فكر مضاد لها تماماً، والالتزام بذلك، واستعمال العلاج هذه هي الأسس أيتها الفاضلة الكريمة الأسس العلاجية.

يا حبذا بعد أن ينتهي هذا الحظر أن تقابلي طبيباً نفسياً للمزيد من الإيضاحات السلوكية، ارجعي إلى الدواء مباشرة الآن، لا تضيعي وقتا أبداً، إذا كان الفافرين قد أفادك فيما مضى فهو دواء ممتاز ودواء رائع، ويمكن أن تبني الجرعة حتى 300 مليجراما، في اليوم، تبدئين بـ 50 مليجراما يومياً، وبعد أسبوع تجعلينها 100 مليجرام، ثم بعد أسبوع آخر تجعلينها 200 مليجرام وتستمرين عليها كجرعة علاجية، وبعد شهر إذا لم يحدث تحسن حقيقي يمكن أن ترفعي الجرعة، وقطعاً بمقابلتك للطبيب سوف يرشدك أكثر حول الدواء، لأنه في بعض الأحيان نحتاج أن ندخل دواء آخر.

مثلاً أنا كثيراً ما أعطي الفافرين زائد البروزاك في بعض الحالات مع جرعة صغيرة من عقار رسبيريادون، وكلها إن شاء الله تعالى أدوية مفيدة.

أنا أبشرك أن هذه الحالات تستجيب تماماً للعلاج، لكن يجب أن لا تبني أي صداقة مع الوسواس، يجب أن تحقريه، يجب أن لا تخوضي في نقاشه، ولا تحلليه، تقاوميه تماماً هذه هي الطريقة وقطعاً الدواء سوف يساعدك ويساعدك تماماً، إن شاء الله تعالى تعيشين لصغارك بكل أمن وأمان وبعيداً عن أي وسوسة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

تقبل الله طاعتكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً