الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدثت لي صدمة نفسية بعد وفاة أخي فأصبت بالقولون .. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب في 26 من عمري، أعجبت بهذا الموقع.

مررت بلحظات سيئة جدا، حيث كان لدي أخ توفي منذ شهرين، حيث حدثت لي صدمة نفسية لم أبكِ كثيرا، وفي إحدي الأيام وراء الجنازة مرضت بالقولون العصبي، وأنتم تعلمون بالأعراض ونغزات في القلب والصدر والدوخة والوسواس وتفكير، وأقلعت عن التدخين، وكل مسببات القولون، ماذا أفعل؟ أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دراجي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونبارك لك شهر رمضان المبارك، تقبل الله صيامكم وطاعتكم.

ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لأخيك ولجميع موتى المسلمين، كل الذي بك هو تفاعل ظرفي نسميه عدم القدرة على التكيف، أصبحت الآن تعبر عن أحزانك بهذه الأعراض النفسوجسدية، الشعور بالنغزات في منطقة الصدر والدوخة والوسوسة والتفكير، هذه كلها ناتجة من عدم قدرتك على التوائم مع ظروف وفاة أخيك عليه رحمة الله، والذي يظهر لي أنه أصلاً لديك قابلية للقلق والتوتر، وبعض الانفعالات السلبية، وهذه لا نعتبرها أمراضا، هذه مجرد ظواهر، -إن شاء الله- بمرور الأيام سوف تتحسن حالتك.

لا أراك مريض أبداً، أنصحك بالحرص على ممارسة الرياضة رياضة المشي، أو الجري ستكون مفيدة جداً لك، وهذه النغزات التي وصفتها أنها في القلب هي ليست في القلب حقيقة هي في القفص الصدري؛ لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توتر في عضلات الجسد، وأكثر عضلات الإنسان التي تتأثر هي عضلات الصدر وعضلات القولون، لذا تحس بهذه النغزات في القلب والصدر كما وصفتها، إذاً تمارين الرياضية مهمة جداً لك، وأن تحاول أن تتعايش مع الحياة بصورة إيجابية، تجتهد في عملك، تتواصل اجتماعياً، نحن الآن في شهر رمضان الكريم، في شهر الخيرات، احرص على الصلاة، على النوافل، على تلاوة القرآن، واسأل الله تعالى الرحمة لأخيك ولجميع أموات المسلمين.

والدواء لا أعتقد أنك تحتاج لمضاد للاكتئاب أو شيء من هذا القبيل؛ لأن هذا لا نعتبره اكتئاباً، تحتاج فقط لدواء بسيط مضاد للقلق والأعراض الجسدية، الدواء يسمى سلبرايد هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجارياً دوجماتيل، وربما تجده في بلادكم تحت مسمى تجاري آخر، ابدأ في تناوله بجرعة 50 مليجرام أي كبسولة واحدة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة صباحا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، هو دواء بسيط وصفناه لك بجرعة صغيرة -وإن شاء الله تعالى- يساعدك كثيراً..

أسأل الله لك العافية والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً