الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج وزوجتي لم تقصر بحقي، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

لم أعد أحب زوجتي كما اعتدت ل ١٠ سنوات، وأحببت بنتاً ذات دين، تحفظ كتاب الله وأريد الزواج منها، لكن زوجتي لم تقصر يوماً في حقي ولم تغضبني يوماً لكنها لا تتقبل فكرة الزواج بأخرى وتريد الطلاق.

زوجتي في حالة نفسية صعبة ولكنها تعلم أن الكلام والأفعال التي أقوم بها معها ليست نابعة من قلبي، وهو ما يحزنها ولكن لا أعلم.

أحس بالظلم وأريد الزواج بالأخرى ولا أعلم أين الصواب، لعل الله يجعل الصواب في ردكم على هذا الحال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أيها الأخ الحبيب- في موقعك استشارات إسلام ويب.

ثناؤك على زوجتك -أيها الحبيب- واعترافك بفضلها وما فيها من المناقب وقيامها بواجبها كل ذلك يدل على حسن في خلقك وسلامة في دينك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله.

حب الزوجة -أيها الحبيب- يبعث عليه ويؤكده ويقويه تذكر ما فيها من المحاسن والفضائل، وبلا شك أنك تجد في زوجتك الشيء الكثير من الأوصاف الحسنة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن يبغض زوجته لمجرد أن يجد منها شيئاً يكرهه من خلق يكرهه أو نحو ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم: " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر". لا يفرك أي لا يبغض، فهذا هو الميزان الذي أقامه النبي صلى الله عليه وسلم لمعرفة كيف يقوي الإنسان محبة زوجته في نفسه، بأن يتذكر ما فيها من الأشياء الحسنة المحبوبة لديه.

البيوت -أيها الحبيب- لا تبنى على الحب وحده، بل هناك دواع أخرى تدعو إلى تقدير الزوجة ورعايتها والقيام بشؤونها، وكما قال عمر رضي الله عنه فيما ينسب إليه أنه قال:" أو كل البيوت تبنى على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم"، ومن ثم فينبغي أيها الحبيب أن تجتهد في استرضاء زوجتك وإدخال السرور عليها وحسن معاشرتها بالمعروف، ومحاولة أن توصل إليها أنك تفعل ذلك محبة لها من قلبك.

معلوم لدى الجميع تأثر المرأة بزوجها وبمعاملته لها، وأما إذا أردت الزواج بثانية فأول ما ينبغي أن تحاسب نفسك فيه هو القدرة على أعباء وتكاليف الزواج بالثانية، والقدرة على العدل بين الزوجتين، وإعطاء كل واحدة منهما حقها من السكن المستقل، والقيام بحقها من النفقة والعدل بينهما، فإذا وجدت في نفسك قدرة على ذلك فإن الله تعالى أباح أن تتزوج بأخرى.

معلوم أن الزوجة الأولى لن ترضى بهذا، فهذه فطرة فطر الله عليها النساء، ولكن حسن تعاملك مع زوجتك وأداء الحقوق لها سيهون من الأمر عليها، وينبغي أن تجتهد في تعليم زوجتك أن الطلاق لهذا السبب لا يصح شرعاً أن تطلبه؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذر المرأة من أن تطلب الطلاق من زوجها لغير مبرر، فقد قال عليه الصلاة والسلام:" المختلعات هن المنافقات"، وحذر عليه الصلاة والسلام في حديث آخر:" أن تسأل المرأة زوجها الطلاق من غير ما بأس" وجاء في ذلك وعيد شديد.

ربما كانت زوجتك لا تعلم هذا كله، فإذا علمته فإنها ستراجع نفسها فأخبرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم:" أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة" رواه الإمام ابن ماجه رحمه الله تعالى في سننه وصححه غير واحد من أهل العلم، وإذا فعلت ذلك فإن المتوقع من الزوجة أن تنصرف عن هذا الطلب، وفقك الله سبحانه لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً