الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبح نومي شبه مستحيل طوال شهر رمضان بسبب الكوابيس!

السؤال

السلام عليكم.

سؤالي بسيط، ولكنه وضعني في حيرة شديدة من أمري، أنا لا أحلم طوال أيام السنة بكوابيس نهائيا، ولكن مع أول ليلة لشهر رمضان من كل عام تبدأ الكوابيس؛ حتى أصبح نومي شبه مستحيل طوال الشهر الكريم، لماذا يحدث لي هذا؟ وما هو العلاج؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فاطمة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أختنا الكريمة، وردا على استشارتك أقول مستعينا بالله تعالى:

لا ينبغي للإنسان أن يستجلب على نفسه الأحلام، ولا ينزعج من أنه لا تأتيه الأحلام.

والرؤى على نوعين، نوع هي رؤيا خير للإنسان، وهي التي لها معان جيدة يعرفها المعبرون، ونوع يكون من حديث النفس ومن الشيطان، وهذه تعرف بطولها وعدم وجود أي معنى لها أو أن تكون مزعجة مفزعة، فالتي لا معنى لها قد تكون حديث نفس أو تلاعب من الشيطان، وأما المفزعة المزعجة أو التي تتسبب في حزن من رآها، فهذه من الشيطان الرجيم.

لقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا شك أن الصوم يضيق مجاري الدم، ولذلك ينزعج الشيطان من المسلمين في رمضان أكثر من غيره من الشهور كون المسلمين إلى الله أقرب ويكثرون من العمل الصالح.

الذي أوصيك به عدة أمور:
-لا تجعلي هذه المسألة تسيطر على ذهنك وتعاملي معها بعفوية، وكأنها أمر عرضي، فأحيانا قد تأتيك هذه الكوابيس المزعجة بسبب أنك تتذكرين أنها ستأتيك في رمضان، وتكونين خائفة منها فتتعمق الفكرة في عقلك، ومن هنا يصبح العقل مستوفزا لجلب تلك الأحلام المزعجة، فبمجرد أن تحاولي النوم يبقى عقلك صاحيا مستوفزا، ولذلك تأتيك هذه الأحلام ألا ترين كيف أن الإنسان لو بقي طيلة اليوم يفكر بشخص غائب مثلا، فبمجرد أن ينام يراه في نومه، فهذا الحلم يكون من حديث النفس.

- التحصن بأذكار اليوم والليلة، فتأتين بأذكار الصباح بعد صلاة الفجر مباشرة، وعليك أن تداومي عليها، وتأتي بأذكار المساء بعد العصر، وتداومي عليها مع قراءة ورد من القرآن أقله جزء، على أن تقرئي ورقتين بعد كل صلاة، فالمحافظة على كل ما ذكر سيبعد عنك كل ذلك، وسيجلب لقلبك الطمأنينة.

عليك أن تكثري من الأعمال الصالحة في رمضان على وجه الخصوص، وذلك لخصوصية هذا الشهر مع الاستمرار على ذلك في بقية الشهور.

- أكثري من الدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحيني أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يدفع عنك كل مكروه.

- أوصيك أن تخففي من الطعام، وتجنبي الوجبات الدسمة والبطيئة الهضم، لأن التخمة تتسبب في الكوابيس وفي رمضان يصاب البعض بسوء الهضم، فيبقى الطعام في المعدة مسببا ضيقا وكوابيس.

- أكثري من تناول مشروب النعناع الساخن، واجتنبي كثرة المنبهات، فذلك يساعدك على النوم الهادئ بإذن الله تعالى.

- داومي على الرقية صباحا ومساء بما تيسر من الآيات القرآنية والأدعية المأثورة، فإنها حصن حصين بإذن الله تعالى.

- إذا ذهبت للنوم، فشغلي القرآن بصوت خفيف، وضعيه في مكان مناسب بحيث تسمعينه ولا يزعجك أو يزعج من حولك ونامي على سماع القرآن الكريم.

- طبقي هذه الموجهات لمدة أسبوع، وانظري في حالك فإن شعرت بتحسن، فالحمد لله، وعليك أن تستمري على ذلك، وإن بقي الأمر على حاله، فأوصيك في هذه الحالة أن تعرضي نفسك على راق أمين وثقة بحضرة أحد محارمك ليشخص حالتك، فإن ظهر أنك مصابة بمس، فاستمري بالرقية حتى تبرئي بإذن الله تعالى.

نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في هذه المسألة، أو غيرها، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً