الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منذ أن تزوجت وأنا في خصومة واختلاف مع زوجتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج منذ ست سنوات، أنا مع زوجتي على خلاف بكل شيء بحياتنا، شيء بديهي أنا وهي بالعكس، كانت تغضب لعند أهلها وأهلها يرجعونها لي.

كنت لا أريد أن ترجع منذ مدة ٣ سنوات، كل ما تصير مشكلة أطردها من البيت، وأنا بعد يوم أريد أن أرجعها ويصير رأسي يوجعني كثيراً، ولا أحسن النوم، وتفكيري يشتغل فيها!

هل هذا سحر أم ماذا؟ أريد حلا هذه المشكلة، أنا أصلي وأصوم وكل شيء -الحمد لله- ما هي مشكلتي؟ ذهبت إلى أكثر من شيخ وقالوا لي: لا يوجد سحر معك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخي الكريم- ورداً على رسالتك أقول مستعيناً بالله تعالى: استشارتك كلها عموم ولم توضح لنا أسباب نشوء الخلاف هل المقصود أنك لا تطيق وجودها في البيت أو أن هنالك أسباباً منطقية تدعو لوجود شيء من المشاكل؟!

هل هذه المشاكل بشكل دائم ويومي أم أنها تحدث في أيام محددة؟ وهل استطعت أن تحدد أسبابها؟ فقد تكون هي السبب في ذلك وقد تكون أنت المتسبب، وربما كنتما مشتركين في الأسباب.

إن رمي كل طرف منكما بأنه هو السبب يعقد المشكلة، بينما اعتراف كل منكما أنه هو السبب أو أنه مشارك يسهل في حل المشكلة، حتى لو كان الطرف الآخر لا دخل له في المشكلة لأن الاعتراف يجعل الشخص يسعى لإيجاد الحل بخلاف الذي لا يعترف فإنه ينتظر من الطرف الآخر حلاً سحرياً، ولن يكون ذلك.

لعلكما أثناء حصول أي مشكلة تقومان بالنقاش ومحاولة حلها في نفس الوقت وهذا أسلوب خاطئ، لأن الأفضل في حل أي مشكلة أن يكون بعد ذهاب الغضب وتهدأ العاصفة.

عادة يكون الرجل أهدأ من المرأة وأكثر حكمة، ولذلك عليك أن تدرك أن المرأة صاحبة عاطفة جياشة، ولا يمكن للرجل أن يتعامل معها إلا إذا تعرف على صفاتها ونفسياتها.

كلمة طيبة من الرجل تغير من سلوكيات المرأة، وتقلبها رأساً على عقب، لأن استمالة المرأة من عاطفتها أهم من أي أمر آخر فالعاطفة هي نقطة ضعفها الوحيدة.

المرأة تحتاج للرجل الذي يفهما ويفهم ما تريده من نظرات عينيها، وربما من بعض حركات جسدها أو رائحة عطرها أو نبرات كلماتها.

أخي الكريم: المرأة من أفضل ما وهب الله للرجل ولا يمكن أن يعيش بسعادة بدونها فكيف يفرط فيها وكيف يكسر بخاطرها وكيف يهينها فضلاً عن أن يضربها، أليست أنيسته وجليسته ومحل قضاء شهوته وأم أولاده ومربيتهم ومرتبة بيته وغاسلة ثيابه وطاهية طعامه؟!

لماذا ينكر الرجل مكانة المرأة الضعيفة التي أوصى بها نبينا عليه الصلاة والسلام فقال: (استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان عندكم ) ومعنى عوان: أي أسيرات.

صحيح أن المرأة خلقت من ضلع أعوج وأنها لا يمكن أن تستقيم لأن من أراد إقامتها في كل شيء فسيكسرها وكسرها طلاقها والمرأة جمالها وجمال معاشرتها في ذلك العوج، ولذلك فإن الرجل اللبيب العاقل هو الذي يعوج حيث تعوج المرأة هكذا، (( لا أن يكون مواجها لها كهاذين القوسين ().

للتبيين عليك أن تركز في هذين القوسين (( فالقوس الذي على اليسار المرأة بعوجها والذي يليه هو الرجل قد اعوج مثل عوجها ، وركز معي في هذين القوسين () الذي في اليسار المرأة والذي على اليمين الرجل كل يضغط على الآخر ولا بد أن ينكسر أحدهما.

أرجو أن تكتب لنا شيئاً من الإيضاح حتى نستطيع تشخيص المشكلة، ويكون ذلك عوناً لنا على وضع بعض الحلول المناسبة.

أوصيك بالتوبة النصوح من كل ذنب، ومن شروط التوبة النصوح الإقلاع عنها والندم على فعلها والعزم على ألا تعود لها مرة أخرى، لأن الذنوب من أسباب حرمان الرزق ونزول البلاء بالعبد، قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) ويقول عليه الصلاة والسلام: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).

الزم الاستغفار وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد لله، وسل ربك أن يصلح زوجك وأن يلهمها الرشد وأن يجمع بينكما على خير ويذهب الشيطان من بينكما.

أكثر من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً