الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوسواس القهري في التفكير

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قرأت الكثير من ردود الاستسارات النفسية، وهي للدكتور محمد عبد العليم، أود بداية أن أرسل له عبر هذا الموقع دعائي الصادق من كل قلبي أن يديم الله عليه نعمة السعادة كما يحاول جاهداً إسعاد المئات ممن أصابتهم المشاكل النفسية.

مشكلتي هي أنني أحببت فتاة والنهاية أراد الله أن نفترق، ومن كثرة تفكيري فيها أصبت بوسواس قهري، كما علمت من الأطباء فيما بعد، وبعدما نسيتها أصبح عقلي دائم التفكير في كل شيء كأنني تعودت ذلك بلا توقف، تفكير مستمر في كل شيء وفي أي شيء.

طرقت باب الكثير من الأطباء النفسيين، وجربت أغلب أدوية الوسواس القهري مثل فافرين وسيروكسات وبروزاك فلم أجد في أي منهم تحسنا رغم طول الفترات العلاجية، لكنني والحمد لله وجدت التحسن بعد أن أخذت دواء يسمى لوسترال تحسن بنسبة أكبر من 50%، ومما جعلني أشعر بالسعادة وأنني سوف أجد حلاً نهائياً بإذن الله لهذه المشكلة أنني عندما توقفت عن اللوسترال تدريجياً لظروف مادية لم أشعر بانتكاسة إلا بسيطة جداً.

استعملت لوسترال ثانية وداومت عليه أكثر من سنة، لوسترال بمعدل 100مل وبوسبار قرصين 15 مل، ولكن لم أجد تحسناً أكبر، علماً بأنني ذهبت لأحد الأطباء المشهورين هنا في مصر، وقد وصف لي أيضاً هو هذا الدواء ولكن مع دواء يسمى ابكسيدون، أعتبر كل مشكلتي هي هذا الدواء ابكسيدون فهو يسبب لي صداعا فظيعا لا يطاق وشعورا بشتتات الذهن، وأحس أن أعصابي ضعيفة كأن جسمي يرتعش رعشة خفيفة جداً.

قلت ذلك لطبيبي قال لي: لوسترال وحده لا يكفي لكي تتعافى تماماً، سألته عن بديل قال لي لا شيء، قلت له لا أطيق الصداع قال لي وأنا ماذا أعمل لك؟؟ فتركته من وقتها، علماً بأن أول تحسن كان من عند الله أولاً وبسبب دوائه لوسترال.

الآن أتابع مع طبيب آخر مشهود له بالكفاءة فكتب لي أنافرانيل جرعة قرصين 75 مل، وقال لي أنه من الأدوية المشهورة للوسواس، وكذلك كتب لي لوسترال أو بدائله مودابكس أو سيرليفت بنسبة 100 مل، ومعهم هذا الابكسيدون حبة 1مل، وهي سبب معاناتي، الآن أشعر بعد أن وصفها لي كل من الطبيبن أنها مهمة لشفائي التام إلا أنني فعلاً أشعر بالصداع مع تشتت ذهني، أشعر كأنني معتوه من قلة الانتباه مع من يتحدث معي، لكن خارج عن إرادتي.

إنني شاب صغير أبلغ من العمر 22 عاماً، أتمنى أن تقف إلى جواري وتكتب لي باستفاضة ماذا أفعل؟ إنني عندي التفاؤل من الدوائين الأنافرانيل واللوسترال، علماً أني بدأت العلاج منذ شهر لكني آخذ فقط نصف حبة ابكسيدون 1مل قبل النوم وعلى مضض منها، فماذا أفعل؟ علماً بأني أعاني من صعوبة في النوم في الفترة الأخيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

جزاك الله خيراً على سؤالك، وثقتك في الشبكة الإسلامية وفي شخصي الضعيف، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنك الصيام والقيام وصالح الأعمال.

بدايةً : لابد أن تعطي للعلاج السلوكي فرصةً أكبر، وتحاول تطبيق التمارين السلوكية، والتي تقوم على محاولة تحقير ومقاومة وطرد الفكرة الوسواسية، وأن تعطي نفسك الشعور بأنك أقوى منها، ويمكنك السيطرة عليها.

أما فيما يخص الأدوية، فهنالك بعض الأدوية التي تُفيد في المراحل الأولية من العلاج، ولكن ربما تفتقد الفعالية بعد ذلك، وهذا هو الذي ربما حدث مع اللسترال.

المبادئ الأساسية والهامة جداً، والتي قد لا يهتم بها بعض الإخوة والأخوات فيما يخص العلاج النفسي، هي ضرورة الصبر على العلاج حتى وإن حدثت آثار جانبية، وتناول الجرعة الصحيحة وللمدة المطلوبة.

أنا أرى أن الأنفرانيل سوف يكون دواءً مناسباً جداً بالنسبة لك؛ حيث أنه معالج للوساوس والقلق والاكتئاب، كما أنه يحسّن النوم بصورةٍ كبيرة، وهو قليل التكلفة نسبياً، كما أنه لا يسبب أي نوعٍ من الصداع، وكل الذي ربما يحدث منه كآثارٍ جانبية هو شعور بالجفاف في الفم، والإمساك، وثقل في العينين، وهذه غالباً ما تختفي بعد أسبوعين إلى ثلاثة من بداية العلاج.

وعليه أرجو أن توقف جميع الأدوية، وتستمر على الأنفرانيل بجرعة 150 مليجراماً، تأخذ 100 ليلاً وبقية الجرعة في أثناء النهار.

ربما تسأل : وما هو الموقف بالنسبة لـ (لسترال)؟

وأقول: أنا في اعتقادي أن الأنفرانيل سوف يكون كافياً لك؛ حيث أني لا أؤيد تعدد الأدوية، ولكن إذا لم تشعر بتحسن حقيقي بعد شهرٍ من بداية العلاج (150 أنفرانيل) فيمكنك أن تضيف حبة واحدة (50 مليجرام) من اللسترال.

أسأل الله أن يكتب لك الشفاء في هذه الأيام الطيبة .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً