الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس والقلق وكثرة الخوف من فقد أمي

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 23 سنة، محافظة على صلواتي وأذكاري وقرآني، أُعاني من مشكلة منذ 4 أيام، مع الظروف المحيطة بالبلاد منذ 4 أيام اضطررت للخروج لبيت أختي، والمنطقة التي تسكن فيها، وقريب منها وجدوا حالة مُصابة، وذهبت عندها أنا وأمي ورجعت في نفس اليوم.

من ذلك اليوم إلى الآن أُعاني من الوساوس وهي أنني أخاف على نفسي أن أكون مصابة، مع العلم انه لا توجد لدي أي أعراض نهائياً لهذا المرض، ولكن هذا الوسواس يسيطر عليّ، وكل الخوف على أمي، دائمًا أتخيل أنني إذا أُصبت بهذا المرض فسوف ينتقل إلى أمي وسأفتقدها فأنا أخاف عليها خوفا شديدًا يمنعني من النوم بشكل جيد وأعيش بالتفكير من خوف فقدانها.

لا أستلذ بشيء أبدًا في يومي ومن وقت ذهابي لأختي وأنا أشاهد وأبحث عن الأعراض بالتفصيل، وأشاهد على اليوتيوب الأشياء التي تتعلق بالمرض، حتى إنني أتعامل بحماية بشكل زائد عن اللزوم، وهذا ليس من عادتي ودائمًا أبكي حينما أتخيل فكرة عدم وجودها في حياتي.

علماً بأن الأعراض لم تظهر عليّ أو عليها ونحن بخير وعافية، أنا لا أُعاني أبدًا من أي أمراض نفسية سابقة، وليس لي تجربة في هذا الأمر، وهذه أول مرة أشعر بوساوس أو خوف لهذه الدرجة.

أُريد أيضًا أن أُنوّه على أن هذا الوقت الذي أكتب فيه الرسالة هو توقيت ما قبل الحيض، وأنا كل شهر أُعاني من اضطرابات نفسية كالعصبية والخصام الكثير مع أهلي وخطيبي بدون سبب، وهذه الفترة تسبق فترة الحيض أظن بأسبوع وتشتد ما قبل نزول الحيض بيومين أو ثلاثة ولكن هذه الحالة لم تشتد بهذا الشكل من قبل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Tasneem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي تعانين منها ما هي إلَّا أعراض خوف ورهاب من هذا المرض المنتشر الآن (كرونا)، وهذا من الأشياء التي ذُكرتْ أنها من المشاكل النفسية التي تُلازم هذا المرض.

الأشخاص الذين عندهم قابلية للخوف أو للتوتر أكثر من غيرهم، فيخافون ويكونون في احتياطٍ وحرص أكثر من اللازم، إذا شعروا أنهم يتعرضون للعدوى، أو يكون شخص في البيت قد يتعرض للعدوى، وهذا ما حصل معك – أختي الكريمة – وإن شاء الله هذه الأعراض تزول، وأهم شيء هو أن تحاولي تجاهل هذا الخوف، والحمد لله أنك محافظة على الصلاة، والدعاء، فهذه طبعًا تزيدك إن شاء الله طمأنينة أكثر.

عليك بالانشغال بأشياء مُعيّنة في المنزل، مثل المساعدة في الأعمال المنزلية، تنظيم البيت، وعليك أيضًا الاتصال بصديقاتك من خلال الواتساب أو الفسيبوك، أيضًا هذا سوف يُخفف عنك إن شاء الله، وأيضًا لا تبالغي في قراءة الأعراض ولا تقرئي بتتبع أخبار الكرونا بصورة منتظمة أو كثيرة، فقط يوميًا تابعي نشرة الأخبار واعرفي ماذا يحصل ولكن لا تُكثري من متابعة أخبارها، وأنا على ثقة أن هذه الأعراض ستزول.

أيضًا عليك ممارسة الرياضة، الرياضة في المنزل، تمارين رياضية يوميّة لمدة نصف ساعة، أيضًا ستساعد على الاسترخاء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً