الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس على هيئة تساؤلات في الدين والأخلاق.. ما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 16 سنة، أعاني من وسواس دائم، وأفكر دائما فى الدين، وينتابني الشك مع أنني متيقن من أنه هو الدين الحق، وأنا محافظ على الصلاة وقراءة القرآن.

وأيضا أفكر لماذا أجتهد وأدرس، وهناك من يغش ويحصل على درجات أعلى مني! لكنني لم أتوقف عن دراستي بالرغم من هذه الوساوس، وتأتيني وساوس لماذا يجب علي التحلي بالصفات الحسنة، والعديد من الوساوس الأخرى.

أرجو إفادتي، وشكرا مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يَمُنَّ عليك بالعافية من هذه الوساوس – أيها الولد الحبيب – وأنت لا تزال في أوّل عمرك، فاحذر من أن تدع المجال لهذه الوساوس أن تتسلَّط عليك، فإنك ستُعاني منها معاناةً شديدة، فإنها إذا تسلَّطتْ على الإنسان أفسدتْ عليه حياتُه وأرهقتُه.

ولذا فنصيحتُنا لك أن تجدَّ في التخلُّص منها، والتخلُّص منها سهل يسير -بإذن الله تعالى-، ليس عليك إلَّا أن تُعرض عن هذه الوساوس ولا تلتفت إليها، ولا تتجاوب معها، ولا تُجيب عن الأسئلة التي تطرحها عليك، ولا تُفكّر في نتائجها وعواقبها، وحين تَرِدْ عليك هذه الوساوس عليك أن تصرف نفسك للاشتغال بشيء آخر ممَّا ينفعك في دينٍ أو دُنيا، بعد الاستعاذة بالله تعالى من هذه الوسوسة، فإذا فعلت هذا فإنك ستُشفى منها عن قريبٍ -بإذن الله تعالى-، وسييأس الشيطان منك ويتحوّل عنك.

ولا شك ولا ريب أن تضايقك من هذه الوساوس وخوفك منها دليلٌ على وجود الإيمان في قلبك، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد شكا إليه بعض الصحابة أنه يجد الشي في صدره ويخاف أن يتكلّم به، فقال عليه الصلاة والسلام: ((ذاك صريح الإيمان)).

وإذا اتبعت هذه الطريقة للتخلص من الوساوس فإنها ستزول عنك، وستزول معها كل هذه التفريعات التي أنت الآن تسأل عنها، فنصيحتُنا لك الإعراض عن هذا التفريع والبحث عن الأجوبة لهذه الأسئلة التي تُمْلِيها عليك هذه الوساوس، فالتجاوب معها والبحث عن إجاباتٍ لكلِّ الفروع والتفريعات التي تطرحها تلك الوساوس هو سبب بقائها واستفحالها، وإذا أعرضت عنها ستزول عنك -بإذن الله-.

خذ بالأسباب لكلِّ ما تُريد أن تصل إليه من الخير، سواء كان خيرًا دينيًّا أو دُنيويًّا، فإن الله سبحانه وتعالى بنى نظام هذا الكون على الأسباب، فالنتائج لها مُقدِّمات، ولا تلتفت إلى الوسوسة حين تقولُ لك: "لماذا تدرس؟" أو "لماذا تتحلَّى بالصفات الحسنة؟"، فإن الباري سبحانه وتعالى جعل المُقدِّمات طريق للنتائج، وأمر بالأخذ بها، فأمر مريم - عليها السلام – بأن تهزّ النخلة ليُنزل لها الرُّطب، مع أنها لا تستطيع أن تهزّ النخلة، خاصّةً في حال ولادتها (المخاض)، ولكن يريدُ سبحانه وتعالى أن يُعلِّم الناس أنه لا بد من الأخذ بالأسباب للوصول إلى ما نتمنَّاه من النتائج الطيبة، وخيرات الدنيا والآخرة.

نسأل الله تعالى أن يوفقك ويأخذ بيدك، ويَمُنَّ عليك بالعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً