الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضميري يؤنبني على ترك الشاب الأول ولكني سعيدة بزواجي

السؤال

السلام عليكم.

كنت أحب شاباً وهو يحبني، ولكن لم يتقدم لي بسبب ظروفه المادية، وأنا كنت أريد علاقة شرعية وليس في الخفاء، وهو كان يريد أن يتقدم إذا صلحت أحواله، وسيأخذ هذا أعواما.

كما أن شابا آخر تقدم لخطبتي، ورضيته ديناً وخلقاً فتركت الشاب الأول، وتزوجت الشاب الثاني، وأنا سعيدة معه وأحبه هو فقط، ونسيت الشاب الأول نهائياً، ولكني أخشى أن أكون ظلمت الشاب الأول أو جرحته، فماذا أفعل؟ ضميري يؤلمني، ماذا تنصحني أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، وهنيئًا لك بسعادتك مع زوجك، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يغفر لنا ولكم ما مضى من التقصير في الأقوال والأفعال، ونسأله تبارك وتعالى أن يُغنيكم بالحلال، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقِّق لنا ولكم السعادة والآمال.

ينبغي أن يستغفر الإنسان من الأخطاء التي حصلت في السابق، والعلاقة المذكورة مع الشاب الأول ليس لها قيمة، وليس لها وزن؛ لأنها لم تكن علاقة أو لم تكن معروفة أو رغبة يُظلِّلُها هذا الشرع الذي شرَّفنا الله تبارك وتعالى به، فالعلاقة الصحيحة الشرعية هي التي بدأت مع هذا الشاب الذي طرق الباب، وهنيئًا أنه كان صاحب دين وخلق، والحمد لله الذي أسعدك معه، فاجتهدي في التقرُّب إلى الله تبارك وتعالى أولاً، ثم اجتهدي في خدمة هذا الزوج وإسعاده، واحرصي على طي تلك الصفحات، ولا تتذكريها أبدا، واكتمي ما حصل، ولا تُظهري ذلك لأي أحدٍ من الناس، لأن هذا يجرح المشاعر.

بالنسبة للعلاقة السابقة: أنتِ بحاجة للتوبة منها، ونسيانها، ولا تلتفتي إلى تأنيب الضمير؛ لأن الشيطان هو الذي يُحرّك هذه الهواجس والذكريات، فهمُّ الشيطان أن يُحزن أهل الإيمان، ولا ظلم في تلك العلاقة؛ لأنها أصلاً لم تكن علاقة شرعية، وليس لها أي وزن أو قيمة؛ لأن العلاقة الشرعية تبدأ بطرق الأبواب ومقابلة المحارم الأحباب، وإعلان العلاقة، أمَّا ما عدا ذلك فهو ذنبٌ وتقصيرٌ نحتاج أن نتوب منه ونستغفر منه، ونطوي تلك الصفحات، ونسأل الله تبارك وتعالى الذي أعانكم على الخير وحفظكم حتى وصلتِ إلى الحلال، ونسأل الله أن يُسهّل عليك وعلى شبابنا وشباب المسلمين.

هذه وصيتنا للجميع بتقوى الله تبارك وتعالى، وننصح الجميع أيضًا إذا تذكّر الإنسانُ تقصيرًا أو خطأً أو ذكّره الشيطان بتقصيرٍ أو خطأٍ فعليه أن يُجدد التوبة، ويُكثر من الاستغفار، فإن ذلك يُحزن عدوّنا الشيطان، ويُكسب الإنسان الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى، واعلمي أنه لن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله.

نسأل الله أن يكون الخير فيما قدَّر لك، ونسأل الله أن يُقدِّر الخير لذلك الشاب ولكل شباب المسلمين، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً