الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتجاهل الوسواس كثيرا لكنني لم أتخلص منه بعد، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السادة المحترمون،، تحية شكر وتقدير.

لقد كتبت لكم فيما سبق عن الشعور بالضياع وفقدان الذات، وأوصيتم بجلسات علاج نفسية لتقوية الذات، أفصحت منذ فترة قريبة لوالدتي عن مشكلتي، وأخبرتني بأنني لا أحتاج إلى علاج نفسي، وأنا إنسانة قوية وهي تدعمني.

علما بأنني أصبت بصدمات نفسية كثيرة ومؤلمة، وأخبرت والدتي عنها، والآن أكره الحديث عنها، وأصبح لدي تبلد نوعا ما، ووأكره التفكير في كل آلامي الماضية، وكل شيء يذكرني بها أتجاهله، ورغبتي كبيرة بالتغير، ولكن هل إذا غيرت نمط حياتي وأنا متجاهلة الماضي يعد حلا للمشكلة؟

هل سوف أرجع إنسانة طبيعية إذا اطلعت وثقفت نفسي وتعلمت، بغض النظر عن الآلام النفسية؟

مشكلتي الثانية الآن هي الوساوس: أعاني من الوساوس كثيرا، ودائما أخشى من الفشل، عندما أكون مع والدتي أشعر بالقوة، ولكنني دائما أخشى أن أنسى نفسي، أو أن أؤذي من حولي، أو أنسى نفسي فأترك الصلاة.

اليوم جلست لصلاة الفجر، وعندما رجعت للنوم نسيت نفسي، سألت نفسي من أنا، هل أنا بنت أم ولد؟ وبعدها فتحت هاتفي وفتحت الصور لأتاكد.

أحاول أن أتجاهل الوساوس بقدر المستطاع، فكيف أقدر على تغيير نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

ممَّا لا شك فيه أن كثيرًا من الناس يستطيعون التغلُّب على المشاكل النفسية وبعض الأعراض النفسية بدون اللجوء إلى طبيب مختص، ولكن إذا زادت هذه الأعراض في حدتها واستمرت لفترة طويلة وأثرت على حياة الشخص فإنه قد يحتاج إلى معالج نفسي أو متخصص لمساعدته، وبالذات في موضوع الوسواس القهري.

أنت واضح أنك تعانين الآن من وسواس قهري، والوسواس القهري قد يحتاج إلى شخص يقودك إلى عملية العلاج السلوكي المعرفي، يمكن أن تتجاهليها - كما قلت - بقدر المستطاع، ولكن قد يكون تواصلك مع معالج نفسي أفضل في العلاج السلوكي المعرفي، وفي مساعدتك في تغيير نفسك.

الوساوس هي أعراض وليس لها علاقة بالشخصية أو النفس، فبمجرد زوال هذه الوساوس يرجع إلى الإنسان عادةً إلى طبيعته، وإن كانت هناك مشاكل في شخصيتك أو في تعاملك فهنا العلاج النفسي يُساعدك -إن شاء الله- أيضًا من خلال الدعم النفسي في علمية التغيير -تغيير النفس- وإن كنت أنت تعلمين الدور المهم هنا، ولكن بالنسبة للوسواس القهري المعالِج النفسي قد يلعب الدور الأفضل من أن تقومي بعلاج نفسك أنت لوحدك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً