الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل النسيان الذي أشكو منه سببه نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور/ محمد عبدالعليم وجميع أسرة إسلام ويب، حفظكم الله.

أنا شاب، عمري ٢٢ سنة، متفوق في دراستي ولكني أعاني مع ذلك من مشاكل في الذاكرة، فأنا دائم النسيان لأي شيء بسرعة، مثلا أصب كأسا من الشاي والتفت عنه لثوانٍ ثم أنسى أين وضعته، أو حتى إذا خرجت من المطبخ لدقيقة أنسى هل سكبت الشاي أم لا.

في مذاكرتي أستطيع حفظ الملزمة كاملة ليلة الامتحان وبسرعة، ولكن المعلومات لا تدوم معي إلا لليوم التالي، وأنسى كل شيء في اليوم الثالث، وتبقى المعلومات كالضباب في رأسي، أنا كثير الكلام مع نفسي، حوارات في رأسي منذ صغري، يعني حتى من عمر ٧ سنين أتذكر أني أجري حوارات في رأسي بيني وبين نفسي، وفي الثلاث سنين الأخيرة زادت الحوارات في رأسي كثيرا، يعني على مدار اليوم أشعر بضوضاء لا يوجد صفاء ذهن، وهذا ضايقني كثيرا خصوصا في الصلاة، أو عند قراءة الكتب (إلى جانب النسيان أخرج من الكتاب بدون فائدة).

أشعر بنوبات مفاجأة حماس وسعادة مرة واكتئاب وملل من الحياة وعصبية مرة أخرى بلا أسباب، أو حتى لمجرد قراءة كلمة في كتاب، ومثلاً أضع أهدافا وجداول لنفسي ولكن لا أحققها، وأشعر بخمول وكسل شديدين، وأحلام يقظة تأخذ ساعات في اليوم من وقتي (أضيق إذا ما جلست مع نفسي ساعات في الأحلام) فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأنت لديك استشارات سابقة أجاب عليها الأخ الدكتور عبدالعزيز أحمد عمر، والآن أنت تتحدث عن ضعف التركيز أو النسيان، ومن الواضح أنه نتاج من القلق الذي جعل أفكارك تتطاير وتتداخل وتتسابق، وهذا من أكبر أسباب عدم التركيز، أنا متأكد أن ذاكرتك سليمة مائة في المائة، لكن اتفق معك تماماً أن الوضع القلقي هو الذي أدى إلى ما ذكرته.

إجراء الحوارات مع النفس على وجود أحلام يقظة ذات طابع وسواسي، لكن كلها تندرج تحت القلق، وأنا أقول لك: لا تقلق هذه الحالة بسيطة جداً، أنت ما دام لديك الدافعية نحو الدراسة ونحو التفوق -إن شاء الله تعالى- سوف تصل إلى مقصدك، ونقول لك: فقط وزع وقتك بصورة جيدة، عليك بالنوم الليلي المبكر، عليك بممارسة الرياضة هذا مهم جداً، والاستيقاظ المبكر وبعد صلاة الفجر حاول أن تقرأ لمدة ساعة مثلاً هذا يعطيك فرصة ممتازة جداً للحفظ.

سوف أصف لك دواء بسيط جداً سوف يساعدك كثيراً، الدواء هو دوجماتيل والذي يسمى سلبرايد، ولا أعتقد أنك محتاج لمضادات الاكتئاب أبداً، خاصة أنك في بعض الأحيان تأتيك نوبات مفاجأة من الحماسة والسعادة ثم ينقلب هذا إلى اكتئاب، هذا ربما يكون دليلا على نوع من التقلب المزاجي الذي لا يخلو من شيء من ثنائية القطبية، لكن لا نؤكد هذا التشخيص أبداً في الوقت الحاضر، ولا تشغل نفسك به، أنا وددت فقط أن أذكره لك كحقيقة علمية سابقة الآن، حيث أنه توجد حالات بسيطة جداً من ثنائية القطبية التي نعتبرها من الدرجة البسيطة، وبكل أسف تعالج بمضادات الاكتئاب، وهذا قد يعقد الموضوع كثيراً.

أيها الابن الفاضل: تناول السلبرايد بجرعة 50 مليجرام صباح ومساء لمدة شهرين، ثم اجعلها 50 مليجرام مساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا بالنسبة للعلاج الدوائي، وشرح الحالة، ومن الجانب الآخر كما ذكرت لك النوم الليلي المبكر مهم، ممارسة الرياضة أمر مهم جداً، ممارسة التمارين الاسترخائية، حسن إدارة الوقت، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، قراءة القرآن بتدبر وتمعن تحسن التركيز ولا شك في هذا أبداً، هذا هو الذي أنصحك به.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً