الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالحكة ليلا ولا أنام، فهل أنا محسودة أو مسحورة؟

السؤال

السلام عليكم

كنت أشك في كوني محسودة أو مسحورة، لذلك قمت بقراءة القرآن على الماء وشربته، فشعرت بوخز شديد كالإبر وظهرت بقع حمراء في جسمي، ثم اختفت، علما أن البقع كانت تظهر من قبل لكن أقل من هذا بكثير، وشعرت بالوخز مرة واحدة.

الآن عند النوم ينتابني وسواس شديد، وكأن جسدي يأكلني، أريد أن أحك كل جزء فيه، وبالأخص بين فرجي، أشعر أنني لا أستطيع الفرار من هذا الإحساس ولا النوم، واضطر أن أشغل فكري بأي شيء حتى أنسى هذه الوساوس وأنام، أرجوكم أريد تفسيرا وحلا؛ لأن هذه الوساوس تشعرني بالاختناق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
تناسي هذا الأمر ولا تجعلي هذه القضية تستولي على تفكيرك؛ لأن الحالة النفسية والذهنية لها دور كبير، فأحيانا يشعر الإنسان بأمور وهي في الواقع ليست موجودة فيه، لكن بسبب الحالة النفسية وانشغال الذهن بذلك.

يمكن أن تكوني قد أصبت بحسد أو نحوه، والذي أوصيك به أن تستمري في رقية نفسك صباحا ومساء بما تيسر من الآيات القرآنية والأدعية المأثورة مع المحافظة على أذكار اليوم والليلة.

اجتهدي في أداء الصلوات في أوقاتها ولا تنامي في النهار، ولا تخلدي إلى النوم ليلا إلا وأنت مجهدة، وعليك بالوضوء قبل النوم مع أداء صلاة الوتر ثم أذكار النوم كاملة، وبهذه الطريقة سوف تتخلصين من الإحساس بوجود حكة.

لا بأس أن تطلبي الرقية من راق أمين وثقة وبحضور أحد محارمك إن لزم الأمر، مع أني أحبذ أن ترقي نفسك بنفسك.

أكثري من تلاوة القرآن الكريم، واجعلي لسانك رطبا من ذكر الله، فذلك سيجلب إلى قلبك الطمأنينة كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

استمري بقراءة سورة البقرة على ماء، واشربي منه واغتسلي بنية الشفاء، فلعل الله يجعل لك بذلك الشفاء من كل داء.

الوسواس مرض خبيث منشؤه الشيطان الرجيم يريد من خلال ذلك أن يفسد حياة الإنسان، وعلاج ذلك سهل ويسير لمن اتبع الطريقة الصحيحة لمحاربة الشيطان، وهي كما يأتي:

- احتقار جميع أنواع الوساوس وعدم التحاور معها وقطعها مباشرة فور ورودها، مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
- القيام من المكان الذي تأتي الوساوس وأنت فيه، والانتقال إلى مكان آخر وممارسة أي عمل يشغلك عن الوساوس.
- عدم الانفراد بنفسك في البيت وكذلك أثناء النوم، فإن كان لك أخوات فنامي معهن أو على الأقل لتنم واحدة منهن معك، فأكثر الوساوس تأتي حينما يخلو الإنسان بنفسه.
- تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يشفيك من كل داء، وأن يصرف عنك وساوس الشيطان الرجيم.

- الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

- تأكدي من أنك لا تعانين من أي مرض جلدي أو مرض آخر يسبب لك الحكة، فإن تيقنت أنك غير مصابة بشيء، فواصلي الرقية مع الادهان بزيت الزيتون المرقي.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً