الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الفرق بين الرهاب الاجتماعي وضعف الشخصية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على تجاوبكم معي، وأشكر الدكتور عبدالعزيز على رده في الاستشارة السابقة، وسأطبق ما قاله بإذن الله، ولكن عندي مشكلة سببت لي الحيرة، لا أعرف هل أنا مصاب بالرهاب الاجتماعي أم هو ضعف الشخصية أم غيرها؟

في المدرسة حيث أنعزل عن الطلاب، ولا أتكلم وأجلس في الصف، لا أخرج، ليس عندي أي صديق، باختصار أنا ضعيف في المدرسة ليس عندي أي صديق، وفي البيت ليس عندي أي مشكلة أتكلم وأجادل، ولكن عندما أذهب إلى المدرسة أتغير، فهل هو ضعف الشخصية أم هو رهاب اجتماعي؟

مع العلم أني منذ صغري ضعيف في المدرسة والآن عمري ١٤ عاما، أريد أن أتغير، فهل يمكن أن أتغير؟ وكيف؟ أريد أن أكون على طبيعتي في المدرسة، قويا، عندي أصدقاء، أتخلص من هذا الضعف وقلة الكلام، وانخفاض الصوت.

وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على هذا السؤال، الرهاب الاجتماعي هو شيء محدد، وهو شعور بالقلق والضيق والارتباك في مواقف اجتماعية محددة، مثل الكلام أمام الناس، أو الأكل أمام الناس أو حتى الظهور أمام الناس في مناسبات معينة، ما عدا ذلك الشخص يكون طبيعيا، ويحاول أن يتجنب هذه المواقف التي تسبب له القلق والارتباك هذا هو الرهاب الاجتماعي.

أما مشكلة التعامل مع الآخرين والانعزال، وأن الشخص غير اجتماعي، فهذه يا أخي الكريم نسميها مشاكل في الشخصية وليس ضعفا في الشخصية، ويمكن للشخص أن يتغير وبالذات أنك صغير السن، لا يمكن أن نقول إن شخصيتك قد تكونت؛ لأن اضطراب الشخصية عادة يشخص بعد بلوغ الشخص 18 سنة، وأنت ما زالت شخصيتك تتكوّن يا أخي الكريم.

كثير من الناس يكون عندهم مشاكل معينة في الصغر، وعندما يكبرون يتخلصون منها، المهم ما زالت عندك مساحة كبيرة أن تتغير، فليكن لك على الأقل صديق مثلاً أو صديقان، ولتشارك في بعض الأنشطة في المدرسة مثل الرياضة إذا كنت تحب الرياضة، أو أي أنشطة أخرى تشارك فيها، وهذه المشاركة سوف تجعل لك الثقة في نفسك بالتدريج وتزول الانعزالية، وكما ذكرت ليكن لك على الأقل صديق واحد تأمنه على أسرارك، وتتحدث معه، وهذا أيضاً سوف يشجعك ويساعدك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً