الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق وخوف مستمر، وأعاني من الضيق من العمل .. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم

أنا أسامة، أعاني من مشكلة ألا وهي الخوف والقلق المستمر، ولا أدري من ماذا؟ باتت هذه المشكلة تزعجني جداً، حتى إنني لا أستطيع أن أعمل بسبب هذه المشكلة، فكلما أذهب إلى أي عمل أتحصل عليه أشعر بالقلق، وأقول في نفسي متى سينتهي وقت الدوام؟ متى سأعود للبيت؟

أشعر أنني في سجن وأنا في وقت العمل، لدرجة أنني رفضت أعمالاً وبمرتبات ممتازة جداً بسبب أنني أشعر بالقلق والخوف المستمر، فخلال وقت الدوام أشتاق للبيت وللحارة، وحتى عندما أفكر في الزواج أقول في نفسي كيف سأصرف على زوجتي وعلى الأولاد، وأنها مسؤولية لست بقادر على تحملها، وفي وقت آخر أقول إنني أريد الزواج!

أنا أريد حلاً لهذا القلق المستمر والخوف، علماً بأني ملتزم في صلاتي، وحافظ للقرآن الكريم، وهذه المشكلة أعاني منها منذ الصغر، فلم أعطها اهتماما كبيراً، ولكن بعدما تخرجت من الجامعة عانيت منها بسبب ضغط والدي بأن أذهب للعمل، وأبحث عن وظيفة لي، ولا أستطيع أن أخبرهم بما أعاني.

علماً بأنني عندما أشعر بهذه الحالة تزداد ضربات قلبي، وأشعر بصعوبة في التنفس وأتعرق.

ساعدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، أخي -إن شاء الله- حالتك بسيطة، أنت لديك نواة القلق قوية نسبياً، أي القلق مرتبط بالبناء النفسي لشخصيتك، وهذا القلق أيضاً فيه جانب وسواسي، لذا دائماً لديك هذا القلق التوقعي، التخوف من المستقبل ومسابقة الزمن وبصورة وسواسية، قطعاً حين كنت في مرحلة الطلابية كان القلق يوظف توظيفاً إيجابياً، الاجتهاد، المذاكرة من أجل أن تتحصل درجة علمية جيدة، وتتخرج، هذا كان يستهلك قلقك بصورة إيجابية، وبعد التخرج حدثت لك احتقانات، وهذا أمر معروف أن يحتقن القلق، ويتحول إلى قلق مقنع داخلي يظهر في شكل الهواجس التي تحدثت عنها، وعن تزايد ضربات القلب والشعور بصعوبة التنفس أيضاً هو من سمات القلق النفسي، وغالباً يكون حدث نشاط للجهاز العصبي اللا إرادي، أو ما يعرف بالجهاز السيمبساوي نتيجة لزيادة في إفراز مادة الادرينالين، وهذه ظاهرة فسيولوجية معروفة.

أيها الفاضل الكريم أنصحك بالآتي:

أولاً: ابدأ بإجراء فحوصات طبية عامة، تأكد من الأشياء الأساسية نسبة الدم، والكلوسترول والدهنيات، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، مستوى فيتامين د، ومستوى السكر.

كذلك وظائف الغدة الدرقية، لأن زيادة إفراز الغدة الدرقية كثيراً ما يكون مرتبط بالقلق وتسارع في ضربات القلب، بعد أن تتأكد من أن كل فحوصاتك سليمة بعد ذلك تأمل في هذا التشخيص الذي ذكرناه لك، غالباً قلق وسواسي من الدرجة البسيطة يحتاج منك لشيء من الصبر وأن تتجاهله، وأن تعرف قيمة العمل وتبحث عن العمل وتجد في العمل؛ لأن قيمة الرجل الحقيقة هي في العمل.

أخي الكريم، وأعرف أنك محتاج إلى أن تحرق طاقتك هذه في العمل، فالقلق طاقة منتجة وليست طاقة خاملة إذا زادت واحتقنت نعم تؤدي إلى مشاكل، ولكن حين يوظفها الإنسان توظيفاً صحيحاً خاصة في مجال العمل، فهذا أمر جيد.

الحمد لله أنت تحفظ كتاب الله، ويا أخي الكريم (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) فأكثر من الدعاء، ومجالسة الصالحين، واحرص على التواصل الاجتماعي، احرص على ممارسة الرياضة، أي رياضة كرياضة المشي، الجري، ممارسة كرة القدم، أي نوع من الرياضة سوف يوجه طاقتك التوجيه الإيجابي ويخلصك -إن شاء الله- من الطاقات السلبية.

أخي: أنت محتاج لعلاج دوائي بسيط، إن استطعت أن تقابل طبيب نفسي، فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع فالدواء الأمثل هو عقار سيبرالكس، والذي يسمى استالبرام، يمكن أن تبدأ في تناوله بجرعة 5 مليجرام، أي نصفة حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تناولها لمدة 10 أيام، ثم اجعلها حبة كاملة أي 10 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم اجعلها 20 مليجرام يومياً لمدة شهرين، ثم اجعلها 10 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها 5 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، دواء واحد بسيط وسليم وفعال وغير إدماني.

نسأل الله تعالى أن ينفعك به، بارك الله فيك أخي الكريم، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً