الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغبة شاب في الزواج بفتاة رفضته بسبب إعالة أهلها.

السؤال

السلام عليكم..

طلبت الزواج من فتاة، ولكنها رفضت، وقالت لي: "إنني لا أستطيع الزواج منك ليس من مبدأ مادي أو أي مبدأ آخر"، وقالت: "إني أملك عائلة ويجب أن أعيلها"، وقلت لها: ليست هنالك مشكلة أنا وأنت نتعاون وأساعد عائلتك، وأن الراتب الذي تأخذينه أعطيه لعائلتك فقط، ولكنها مازالت ترفض! وسألتها هل يوجد شخص آخر في حياتك؟ فقالت: لا! فما العمل أجلكم الله؟ إنني لا أستطيع النوم إلا وأفكر بها.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يقدّر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.. وبعد،،،

فلا تضيع وقتك وعمرك مع فتاة تتنصل من الارتباط بك، واعلم أن النساء كثير، ولا خير في ودٍ يجيء تكلفاً، والحياة الزوجية الناجحة تقوم على مشاعر الود المتبادلة؛ لأن الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وإذا كان الميل من جانب واحد ولا يقابله من الطرف الثاني وفاء أو مشاعر مشابهة فإن البيت يُبنى على شفا جرف، والمسألة ليست بالماديات ولا بالأشكال والمظاهر، ولكن ذلك سرٌ من أسرار خلق الله، فلا تُطالب تلك الفتاة بأن تُبدّل مشاعرها، وقد أحسنت في الاعتذار، فاقبل العذر وانصرف إلى غيرها، واجعل الأساس في اختيارك هو الدين؛ فإن الجمال عمره محدود، لكن جمال الدين والأخلاق ينفع صاحبته في الدنيا ويُسعدها في الآخرة.

وعندما تجد الفتاة المناسبة تقدم لطلب يدها من أهلها، ولا تكلم الفتيات وتتوسع في عواطفك والعلاقات، واعلم أن رعاية آداب الشريعة فيها خيرٌ لك وللمرأة التي تتقدم لها؛ لأن ذلك دليلٌ على أنك جاد وعفيف، وهذا مما يُعين الفتاة على القبول بك، وزرع الثقة في نفوس أهلها وأسرتها.

وأرجو أن تتقبل هذا الأمر بصدر منشرح؛ لأن الناس اعتادوا على ذلك، ولأن المؤمن يؤمن أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير (( وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ))[البقرة:216] وكم من رجلٍ تزوج من امرأةٍ يحبها فكانت سبباً لشقائه وتعاسته! وأنت رجل ولن يضرك رفض الفتاة شيئاً، فاشغل نفسك بالمفيد، واجتهد في طاعة الله المجيد، وأكثر من اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويرحم العبيد.

وثق بأن كل ما فوق التراب تراب، وعمِّر قلبك بحب الله أولاً وبحب رسوله، واجعل رغباتك ومحبوباتك وفق مراد الله، وأنت مسلم تترك الطعام والشراب فيكف لا تستطيع أن تترك من لا تجد في نفسها ميلاً إليك، واسأل الله لنفسك ولها الخير.


نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً