الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من هم واكتئاب ونسيان وغضب.. أرشدوني

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة على رسوله الأمين.
السلام عليكم، وجزكم الله خير الجزاء.

أنا متزوج ولدي أطفال وأعمل أعمالاً حرة، مشكلتي طويلة وصعبة ومن فترة طويلة، ومشكلتي كما يلي:

1- شعور دائم بالحزن والهم والقلق وتعكر المزاج، والرهاب الاجتماعي الواضح مع الأقارب.
2- فقدان المتعة بأي شيء.
3- الشعور بالتشاؤم بكل موضوع أو فكرة.
4- الكسل والخمول والهروب من المشاكل والضغوط بالنوم وعدم المواجهة، وأحياناً الإحساس بالنشاط المفاجئ.
5- سرعة الغضب والتلفظ وشدة الانتقام ثم الندم، ومحاولة إقناع جميع من حولي أني على حق.
6- عدم المقدرة على التركيز والتذكر واتخاذ القرار المناسب وكثرة التردد.
7- والاكتئاب وراثي في العائلة في الوالد والإخوان واضح.
8- عدم الاستقرار الأسري وكثرة المشاكل مع الزوجة على مواضيع سخيفة، وتكبر المشكلة إلى الطلاق ثم الندم على ذلك، والخوف أحياناً على الأولاد دون سبب.

9- شراهة في الأكل مع سمنة تتزايد.

10- الإكثار من أكل البندول اكسترا لكثرة الصداع أو بدون.

11- الهروب في وقت المشكلة وممارسة الجنس أو العادة السرية.

12- لدي القولون العصبي أحياناً.

13- تصنع المرح والسعادة أمام الآخرين، وعدم الجدية في مواصلة الكلام الجاد دون تعليقات.

14- الحساسية الزائدة والغيرة من الإخوان والأقارب من أي موضوع، وكثرة التحليل السخيف: (ما يقصد، ولم وأتوقع وغيره)، أتوقع الجميع يكرهني أو يكيد بي أو يستهتر أو يحتقر أو...أو...أو...

15- أحب مساعدة الآخرين أحياناً على حساب نفسي وتضيع أعمالي ووقتي.

16- عدم الاختلاط مع الآخرين والهروب بحجج عن الاجتماعات والمناسبات العائلية والأفراح، وليس لي أصدقاء، فقط من بعيد، ولم أستطع ولا أريد أن أكون صداقات وذلك بحجج كثرة: العمل، ولا أحب كثرة الأسئلة عن خصوصياتي، ولا أقبل النقد، صعب في تعاملي المالي مع الناس.

17- وفي المقابل أنا شخص حريص على العبادات ومقصر فيها، وأخاف الله في عملي، ناجح منتج حريص، لدي طموح كبير جداً، وأحب أن أكون بارزاً محبوباً.

18- لا أستطيع أن أضع عيني في عين أي شخص مباشرة أبداً، وهذا سبب لي كثيراً من الإحراج، لأني أحس أن عيني فيهما شيء، ولا أستطيع المواجهة أو أهرب منها وأهرب من الناس لكي لا يكتشفوا ذلك.

19- عدم الثقة بالنفس، ومنها في الكلام أمام الآخرين وغيره.

فكرت في استخدام كل أدوية الاكتئاب مثل البروزاك والسيبرالكس وCipram عرفت عنها من الإنترنت، ولم ولن أذهب لدكتور نفسي أبداً، وقد استخدمت البروزاك لمدة عشرين يوماً تقريباً ولم أجد نتيجة أبداً، وقد سبق وأن ذهبت مع أحد إخوتي كان يراجع دكتوراً ووصف البروزاك واسخدمته، وأتوقع أن البروزاك ليس له مفعول واضح، ولكني أتوقع أنه مثل البندول بسيط المفعول، ولا أعلم هل توقعي صحيح؟

والآن بدأت في اسخدام البروزاك من جديد حبة في الصباح، ولكني أحس بالغثيان والإرهاق، لا أعرف هل هو في الأيام الأولى أو ماذا تنصحونني جزاكم الله خيرا؟

بعد أن تناولت البروزاك أحسست بعد خمسة أيام بالغثيان ورغبة في النوم وعدم التركيز الزائد وزيادة في الاكتئاب، هل هذه الأعراض عادية؟ أرجو المساعدة والتفصيل والإطالة في الجواب بشرح أكثر، وعن العقار المناسب، وطريقة استخدامه، والمدة والقدر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ص.ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على سؤالك.

أرى أن المشكلة الأساسية هي في شخصيتك؛ حيث أن شخصيتك تحمل بعض سمات التناقض وعدم الاستقرار النفسي، وتقلب المزاج، فلابد أن تكون أكثر إيجابياً في نمط سلوكك، وذلك بأن تتخلص من كل ما تراه اعوجاجاً في شخصيتك أو في مسلكك، ولابد أن تضع أهدافاً واضحةً في الحياة، وتحاول الوصول إليها بعد أن تتدارس الآليات والسبل التي يمكن أن توصلك إلى ذلك، ولابد أن تكون هذه الآليات والسبل واقعية ومما تستطيع القيام به، ولكن في ذات الوقت يجب أن لا تسمح لنفسك بالتردد والتذبذب في اتخاذ القرارات .

أما بالنسبة للعلاجات الدوائية، فأرى أنها سوف تفيدك جداً، خاصةً في جانب الاكتئاب النفسي والسلبية التي من الواضح أنها تسيطر على كيانك لدرجةٍ كبيرة جداً .

البروزاك هو من أفضل الأدوية، خاصةً وأنه يزيد من الطاقات الجسدية، وأنت أحد مشاكلك أنك تُكثر النوم أو الخمول في بعض الأحيان كما ذكرت، ولكن يُعرف عن معظم الأدوية النفسية أن فترة بداية العلاج قد تكون فيها الكثير من عدم الاستقرار؛ وذلك نسبةً للتغيرات الكيميائية التي تحدث في الموصلات العصبية في الدماغ، ولذا دائماً ننصح الإخوة والأخوات بالصبر على العلاج؛ حتى يؤدي مفعوله الحقيقي.

فعلى سبيل المثال: ربما يتطلب البروزاك ستة إلى ثمانية أسابيع حتى تشعر بقيمته العلاجية، وربما تكون الجرعة التي تحتاج لها هي 40 مليجرام في اليوم، وليست 60 مليجرام، فأرجو اتباع هذا المنهج، وبعد ذلك إذا لم تصل إلى نتيجة، فالدواء البديل هو العقار الذي يُعرف باسم زولوفت، وجرعته هي 50 مليجرام في اليوم، لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 50 مليجرام، بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء، وأقل مدة للعلاج هي ستة أشهر.

وأخيراً: أود أن أضيف يا أخي أنه من الضروري أن تستثمر وقتك فيما هو خير، ونحن الآن نعيش في موسم الخيرات، فأرجو أن تكون أكثر حرصاً على عباداتك، وصلتك بالله وكتابه، ومجالسة الصالحين والأخيار من الناس، ودع عنك التشاؤم والسلبية والوساوس.

نسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً