الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا لم يتقدم لي أحد؟ وهل هناك من هن مثلي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة عزباء على عتبات ال٣٠ ، منذ ما يقارب ٩ سنوات لم يتقدم لي نصف رجل، لا تلميحا ولا تصريحا.

ما يقض مضجعي هو حيرتي، هل هناك فتيات لا يتقدم لهن أي رجل مثلي؟ رغم أني فتاة لست بقبيحة، فأنا كغيري من الفتيات، وأنا إنسانة سمعتي طيبة، وأهلي ذوو سمعة طيبة كذلك، وأنا أخرج كذلك، فلست انطوائية، فحتى من يختلف عليها في جمالها أو سمعتها أو أخلاقها يُتقدم لها.

أرى كثيرا من الرؤى، ويقال لي حسد أو عين، وألتزم بالرقية والحجامة والدعاء، وأنا ملتزمة، وأحاول وأجاهد، ولكن كلما زاد عمري كان التفكير في هذا الموضوع أكثر، وربما لو كان هناك على الأقل من يتقدم ولم يحصل نصيب لكان ذلك أهون علي، فأنا فتاة في الأخير، أريد أن أشعر بأني مرغوبة، ولكني في الأخير أعلم بأن الله سيرزقني العوض الأجمل في الوقت المناسب، ولكني أريد مواساة نفسية وتربيتا على كتفي بأن هناك من هن مثل حالتي لا يتقدم لهن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يرزقك زوجا صالحا، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة.

لاشك أن هناك من هن مثل حالتك، حصل لهن التأخر في الزواج، ولكن لا يعني هذا الاستسلام ولا اليأس ولا القنوط، ولا تفقدي الأمل أبداً، بل لابد من بذل كل الأسباب لتحقيق ما ترغبين به من تكوين أسرة، كحال كل الفتيات.

ومما أنصحك به، وهو من أسباب تيسير الزواج:

- تقوى الله في السر والعلن (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
- أكثري من الاستغفار، ومن قول: لاحول ولا قوة الا بالله.
- وكذلك عليك بالتعرف على أخوات صالحات يمكن أن يكون لهن إخوة يرغبون في الزواج، أو الاشتراك في جمعيات أو مجموعات لها اهتمام في تزويج الفتيات بطرق مشروعة، وإذا كنت تعرفين شابا فيه خير وفيه صلاح، فيمكن أن تعرضي عليه الأمر ولو بطريق غير مباشرة، بطريقة لا تنقص من قدرك وقيمتك، أو أن يقوم والدك بذلك أو أحد إخوتك إن كان ذلك مقبولا في مجتمعكم، فقد بوب الإمام البخاري في صحيحه "باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح"، وقال ابن حجر تعليقا على ذلك "جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح رغبة في صلاحه فيجوز لها ذلك، وإذا رغب فيها تزوجها بشرطه".

- عليك ملازمة الدعاء بأن يرزقك زوجا صالحا، هذا سبب له أثره البالغ، فأكثري منه، وخاصة في السجود في الصلاة، وفي الساعات التي يستجاب فيها الدعاء.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً