الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا في حيرة من أمري.. فهل أتمم مراسيم الزواج أم لا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لو تكرمتم في النظر لحالتي ومسألتي، بحمد وفضل من الله تعالى خطبت فتاة أحسبها على خير، وتم التطرق لعدة مواضيع قبل الطلب الرسمي -الخطبة- منها: طلبي لارتداء النقاب (غطاء الوجه)، وكذلك طبيعة الحفل أن يكون خال من الموسيقى، فأبدت تقبلها للأمرين -والحمد لله- في بادئ الأمر، والحقيقة هذا الذي أعطاني الدافع الأكبر لخطبتها، ولكن عند الالتقاء لتحديد الأمور الرسمية مثل المهر والمسكن وهذ الأمور، تفاجأت من والدها -حفظه الله- ليقول لي: النقاب لا تريد ارتداءه إلا بعد الدخول أي بعد حفلة العرس، ولا يكون إلا باقتناعها به وإلا فلا.

وللحقيقة كنت قبل مدة قد ذهبت ورأيت فتاة قبلها تفوقها في المواصفات ولم أتمم الأمر لنفس الأسباب أي عدم ارتداء النقاب ووضع موسيقى في الحفل، وبدأت المقارنات تدور بذهني بين هذه وهذه، وتبادر بذهني أنني ظلمت نفسي برفض الأولى؛ إذ أنني ما حققت طلبي في الحالتين، فما رأيكم بارك الله بكم لأنني في حيرة شديدة جدا؟ وأقول في نفسي كان من الأجدر قبول الأولى والله المستعان.

مع العلم أنني أستطيع أن أعود وأطلبها وهذا فضل من الله تعالى؛ لأني أشعر أنه تم استدراجي ووضعي تحت الأمر الواقع، وحسبي الله ونعم الوكيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل في موقعك- ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يهدي النساء والرجال ويحقق لنا ولكم السعادة والآمال.

أرجو عدم الاستعجال في ترك الفتاة خاصة بعد أن علمت أن قناعتها كانت واضحة وقد لا يكون لها ذنب في إصرار والدها وعناده، فأنت سوف تتزوج من الفتاة والمهم هو حياتها بعد أن تدخل إلى بيتك، أما في فترة وجودها بمنزل والدها فلا نفضل الاحتكاك بهم ومجادلته، والأمر بينك وبين الفتاة ويمكنك إرسال أختك أو عمتك أو خالتك للتأكد من قناعات الفتاة.

واعلم أن في تركك لهذه الفتاة ظلم لها وفي عودتك للأولى تقوية لها ولرفضها؛ لأنك من رجعت لشروطهم هذا الذي يظهر لنا وأنت أعلم منا بالتفاصيل، ولا يخفى عليك أن للزوج سلطان وقوامه على أهله فإذا أكملتم المراسيم كان الأمر إليك وسوف تكون الزوجة أطوع لك من بناتك ما دمت قدماً لطاعة الله واتقيت الله فيها.

ولا أظن أن في الأمر استدراجا، ولكن الناس هداهم الله يقدموا العادات على الشرع ونحن في زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، ولا شك أن القرار لك/ والأمر بين يديك، ونحن لا نميل إلى الدخول إلى البيوت ثم ترك البنات من أجل عناد ومخالفات الأهل ولا تفعل مع بنات الناس ما لا ترضاه لأخواتنا وعماتنا وخالاتنا، ونكرر التذكر بأنه (لا تزر وازرة وزر أخرى)، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً