الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختلف فكريا مع زوجي، وهذا يجعلني لا أستطيع التحمل أكثر!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي مع زوجي من البداية، كنت عند أهلي في بيئة ملتزمة مثالية من حيث الالتزام، وكان طموحي أن أتزوج رجلا أبني معه أسرة تعز الإسلام والمسلمين، عندما تزوجت لم يكن زوجي بهذا القدر من التدين، هو طالب علم شرعي، منشد، يقيم الأعراس الإسلامية، منضبط أخلاقيا ودينيا غير أنه منفتح قليلا، لم يكن يحمل نفس الهم الذي في داخلي، يعمل ويحافظ على صلواته، ليس لديه مشاريع دينية تلبي طموحاتي.

ينظر إليّ دائما أني متشددة بسبب تمسكي بآرائي في كثير من المسائل الشرعية، إضافة إلى ذلك أنا منقبة، أجده لا يحب النقاب، لا يطلب مني أن أخلعه لكن غير رأيي بحجة أنه لافت للنظر -أنا أرتدي النقاب الماليزي مع الإسدال- وليس من زي بلدنا -كما يقول- مع العلم أني لا أقصر معه في الأمور الزوجية الخاصة في البيت، كلها بفضل الله على أكمل وجه.

يحب أن أذهب معه إلى مطعم، لا أجد ذلك مناسبا لي كمنقبة، شاء الله وسافرنا إلى بلد فيه الكثير من الاختلاط، حتى مشايخ هذا البلد يقيمون أعراس مختلطة لأبنائهم، وهو كما أخبرتكم منشد، هنا بدأ الصراع الحقيقي بيني وبينه، لم أستطع تحمل هذا الوضع أبدا وسبب لنا خلافات كبيرة، على مدى سبع سنوات أشعر أنه صار جافا معي، وأنا أغار جدا، لا أطيق هذا الوضع، كل ما ذهب لحفلة عاد ووجدني أبكي وأتألم.

حاولت مكافحة غيرتي فلم أستطع، مررت بظروف صعبة جدا في حياتي من وفاة أخي، وابتلائي بابني -لا يسمع بأذنيه-، وأمور أخرى، ومع ذلك بفضل الله تجاوزتها، لكن ليس لدي القدرة على تجاوز هذا الأمر، حياتي نحو الدمار!

أشيروا علي، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك ابنتنا وأختنا الفاضلة الحريصة على الخير، وشكر الله لك الالتزام، وثبتنا وإياك على دين الإسلام وعلى اتباع رسولنا الإمام، وأصلح لنا ولكم النية والذرية، وحقق لنا بفضله الآمال والأحلام.

نتمنى أن يتفهم زوجك غيرتك، ونسأل الله أن يعينك على الاعتدال فيها، ونبشركم جميعًا بأن الغيرة دليل على الحب والدين والخير، بل لا يتصور وجود حب بدونها، ولكن الغيرة المحبوبة ما كانت في ريبة، والذي يظهر من كلامك أنك لاحظت في زوجك شيء من التساهل، ولكن لا أظن أن فيه -وهو المصلي- ما يدعوك إلى البكاء كلما ذهب للمشاركة في أفراح، وعليه فنحن نقترح عليكما ما يلي:

1. كثرة اللجوء إلى الله تعالى.
2. زيادة مساحات الثقة المشتركة بينكما.
3. إدارة حوار هادئ يوصلكم إلى نقاط مشتركة.
4. تشجيع زوجك على التواصل معنا حتى نضع معه النقاط على الحروف ونستمع إلى وجهة نظره ونحاوره.
5. زيادة القواسم المشتركة والبرامج العائلية بينكما.
6. تشجيع الزوج على مزيد من الالتزام والتمسك بالدين مع ضرورة القبول بما هو مقبول.
7. شغل نفسك بتطوير المهارات ورعاية الأبناء والبنات.
8. التعوذ بالله من شيطان لا يريد للبيوت الاستقرار.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد. ونسعد بالاستمرار في التواصل مع موقعكم، ونسأل الله لنا ولكم الثبات والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً