الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعبت من تفريق أهلي بيني وبين إخوتي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم..

أشكو التفريق بيني وبين إخوتي من قبل أهلي، والتفريق بين أولادي وأولاد إخوتي في المعاملة أيضا
‎ والمصروف، مواقف عديدة حصلت، وأثرت في نفسيتي وعائلتي كثيرا، ‎أحد هذه المواقف قد يكون مثلا أن زوجة أخي كانت تريد الإنجاب وأبي وأمي كانوا مشجعين للفكرة، وساعدوها في مصروف الأطباء والولادة وغيره، مع العلم أن الله رزقها بولدين، وتريد إنجاب ولد آخر، ‎ولكن حين تكلمت أني أشتهي إنجاب الأطفال، كان ردهم أن أنتظر حتى يتحسن وضعنا، ويفرجها الله علينا، مع العلم أن عندي طفلة واحدة فقط.

‎موقف آخر في المصروف الشهري، أو إيجار البيوت، ‎فإخوتي وأولادهم يصلهم كل شيء، وأنا لا يصلني إلا القليل غير الكافي.

‎أمي متدينة جدا، ودائما تقرأ القرآن، ولكن تفريقها بين أولادنا واضح جدا، ‎أولاد إخوتي لا ينقصهم شيء، إن كان من المدارس أو اللباس أو حتى الأكلات المسلية للأطفال، وطفلتي دائما ينقصها الملابس والكثير من الأشياء.

‎مع العلم أني دائما أشتكي الفقر لأهلي، ولكنهم لا يسمعون أو لا يهتمون، وأحاول جدا أن لا أشتكي إلا عندما تصل أموري لآخرها، مراعاة لمشاعرهم وصحتهم، هنالك الكثير من المواقف الأخرى، علمًا بأنني أعيش في بلد غير بلد أهلي وإخوتي.

‎أرجو النصيحة، حيث أنني بدأت أكن الغضب وربما الكره، وأنا تائه، وهذا الوضع قديم، وأنا صابر، ولا أتكلم، ولكني وصلت حدي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Nour Eddien حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك التواصل والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويسددك ويصلح الأحوال، وأن يوسّع رزقك ورزق بر والديك، ويملأ يديك بالأموال، وبيتك بالعيال، ويعيننا وإياك على شكر ربنا الكريم المتعال، وأن يُحقق السعادة والآمال.

نحن بالطبع لا نقبل بأن يكون تفريقا بين الأبناء، ولكننا ندعوك إلى الاستمرار في بر الأمهات والآباء، بل ندعوك للصبر على ما يحصل؛ لأن الصبر على الوالدين بابٌ عظيم من أبواب البر، كما أن تقصيرهم في حقنا لا يجوز أن نقابله بالتقصير؛ لأن البر عبادة لربنا البصير.

وأرجو أن تعلم أن مسألة الأولاد هبة من رب العباد، فافعل الأسباب، وتوكل على الوهاب، وأكثر من دعوة نبي الله زكريا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: {هب لي من لدنك وليًّا}، {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة}، {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}، ودعوة إبراهيم عليه السلام: {رب هب لي من الصالحين}، ودعوة عبادة الرحمن: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا}، وقوله تعالى: {وارزقنا وأنت خير الرازقين}، ونسأل الله أن يرزقك أولادًا يكونون إخوة لأختهم ونافعين لأمتهم.

وندعوك إلى:
1. الدعاء ثم الدعاء منك ومن زوجتك.
2. الحرص على العلاقة الخاصة، خاصة في الأيام التي تأتي بعد مدة العذر الشرعي.
3. الثقة في الله والتوكل عليه.
4. إصلاح النية وشكر نعم رب البرية حتى تنال بشكرك لربنا المزيد.
5. التعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، بل هو حريص على أن يدفعك للعقوق.
6. زيادة البر لوالديك وصلة رحمك؛ لأن هذا باب للتوفيق حتى لو قصروا في حقك.
7. لا مانع من المطالبة ولكن دون مقارنة مع إخوانك، مع ضرورة اليقين بأن الله هو الوهاب الرزاق، وأن قلب الوالدين وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وتعوذ بالله من أي مشاعر سالبة تجاه الوالدين، واحرص على عدم إظهار التبرُّم أو الضيق أو التأفف حتى لا تجلب الأحزان لوالديك، وثق بأن رزقك سوف يصل إليك، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاطلب الدنيا ممَّن يملكها سبحانه.

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً