الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا مصاب بالاكتئاب أم بثنائي القطب؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب، أعاني من ضيقة، وأنظر للحياة بنظرة سوداوية، لا أعلم ما هي مشكلتي؟ لا أعلم هل هي اكتئاب أم اضطراب ثنائي القطب؟ مع العلم أن مضادات الاكتئاب هي التي سببت لي الهوس، وبدونها لا تنتابني تلك الحالة.

ذهبت لأحد الأطباء قبل سنة، ووصف لي لوسترال، لا أتذكر كم كانت الجرعة، لكنه سبب لي الهوس، بعدها ذهبت إلى طبيب ثان، فطلب مني إيقاف اللوسترال، ثم وصف لي زولندا ١٥ جراما، ولاميكتال ١٠٠ جرام، ولكن الاكتئاب لم يزل.

ثم ذهبت إلى طبيب آخر، وأخبرني بأنه يجب أن أرجع لتناول اللوسترال مع زولندا ١٥ جرام حتى يزول الاكتئاب، فما هو الحل؟ هل أستمر على زولندا ١٥ ولاميكتال ١٠٠، أو لوسترال وزولندا ١٥؟

مع العلم أن الطبيب الأول يقول بأن هناك خطورة من العودة إلى اللوسترال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راكان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

لديك استشارة سابقة رقمها (2421156) وفي مجملها متطابقة إلى حدٍّ كبير مع هذه الاستشارة.

أنت في هذا العمر لابد أن نتحقق حول التشخيص لحالتك، أنت ذكرت أنه لديك ضيقة ونظرة سوداوية للحياة، لا أدري لماذا السخط في هذه الكلمات القوية والمعاني المتشائمة بوجدانك وفكرك، أنت في بدايات سِن المعرفة وسن الشباب، ولا أريدك أبدًا أن تُرسّخ هذه المفاهيم النفسية المتشائمة في وجدانك، نعم إن كان لك حالة نفسية يجب أن تُشخّص، وهذا يُترك للأطباء.

فلا أريدك أن تتنقّل بين الأطباء أبدًا، طبيب واحد تثق فيه، ابنِ معه علاقة علاجية جيدة؛ لأن الطبيب باستمرارك في المتابعة معه يتفهّم حالتك أكثر وأكثر.

وأنت تُشير أنه لديك أو ربما لديك اكتئاب أو اضطراب ثنائي القطبية، نحن هنا لا يمكن أبدًا أن نصل إلى تشخيص مُقنع لحالتك، لأن المعايير التشخيصية لها ضوابط. الأدوية التي تتناولها تُشير ربما أنه لديك شيء من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لكن لا أستطيع حقيقة أن أعتمد تشخيصًا كهذا إلَّا بعد أن تكون لنا المعايير مكتملة، ولا أرى أن المعايير مكتملة في حالتك.

شيء مهمٌّ جدًّا: إذا كان لديك اضطراب وجداني ثنائي القطبي فإن مضادات الاكتئاب – مثل اللسترال – ليست هي العلاج المثالي، والطبيب الذي نصحك ألَّا تعود إلى اللسترال ربما يكون مُصيبًا، إذا كان لديك اضطراب وجداني ثنائي القطب فإن مثبتات المزاج سوف تكون هي العلاج الأساسي، واللامكتال هو أحد هذه الأدوية، وبالرغم من أنه دواء بطيء الفعالية لكنّه مفيد جدًّا، فقط يتطلب أن يصبر الإنسان عليه حتى يتم البناء الكيميائي ويكون ملتزمًا بالعلاج، وتكون الجرعة صحيحة.

فإذًا راجع طبيبًا واحدًا تثق فيه، وليس هنالك أي داعي لكثرة الأدوية، الأدوية الكثيرة تأكل بعضها البعض وتؤدي إلى فعاليات وتفاعلات سلبية جدًّا فيما بينها. مثبِّتٌ واحدٌ للمزاج، ربما أحد مُحسِّنات للمزاج سيكون كافيًا جدًّا في حالتك، وهذا يجب أن تتركه للطبيب ليتخذ القرار فيه.

أمَّا من جانبك: لابد أن تسعى في الوسائل التأهيلية، أولاً: لا تتشاءم، كن إيجابيًا في فكرك وفي مشاعرك، ونظّم وقتك، وابن صداقات مع الصالحين والجيدين من الشباب، واجتهد في دراستك، لأن التعليم مهمٌّ جدًّا، تعلَّم إدارة الوقت، كن بارًّا بوالديك، انضمَّ لأي جمعية خيرية أو اجتماعية أو دعوية، هذا كله يؤهلك تمامًا، ولا تتكاسل، ولا تتقاعس، وكن دائمًا طموحًا.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً