الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أفكار وسواسية مزعجة أريد لها علاجا.

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب، وبعمر ٢١ سنة، أدرس في الهند، في آخر فصل لي، علماً بأنه لدي ملاحق كثيرة، ولكن مشكلتي أني أعاني من:

١- اختلال الآنية.
٢- قلق كثير من أي شيء حولي.
٣- صداع.
٤- ومزاج متقلب.
٥- الاكتئاب نادراً والخوف منه.
٦- الأفكار الانتحارية، والخوف منها.
٧- التخيلات المستقبلية المؤلمة.

علماً بأنه تمر عليّ أيام أكون مرتاحاً من الأفكار والوسواس، وقد ذهبت إلى معالج نفسي، وقال أني لا أشكو من شيء، ولا أحتاج للعلاج، فما رأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية..

أنا أرى أن كثرة الملاحق والتراكمات هذه قد تكون سببت لك نوعا من الضغط النفسي، وأنت في المرحلة الأخيرة من دراستك، لكن هذه الأمور يجب أن لا ينظر إليها بسوداوية وسلبية، نظم وقتك، ضع خطة كاملة لكيفية النجاح في هذه الملاحق، وأنت الحمد لله صغيرا في السن، وما أنجزته حتى الآن يعتبر أمراً جيداً، حتى وإن وجدت هذه الملاحق، فلا تكن سلبيا في تفكيرك، ضع خطة واضحة المعالم، وطبقها، وتنظيم الوقت بصورة ممتازة يجب أن يكون شعارك.

لا أريدك أبداً أن تلصق على نفسك مسميات نفسية كاختلال الآنية؛ هذه مسميات واهية جداً، أنا حين تفحصت رسالتك رأيت أنه لديك شيء من القلق الاكتئابي البسيط، وهو ناتج من عدم القدرة على التوائم أو التكيف مع الظروف التي تعيشها الآن.

حتى قولك أن الأفكار الانتحارية والخوف منها، ومن سماع هذه الكلمة هذا لا يزعجني كثيراً حقيقة، لأني أعرف إن شاء الله تعالى لن تقدم على هذا الفعل الآثم الشنيع، الحياة طيبة والإنسان يعيشها بقوة وكن إيجابياً في تفكيرك، نظم وقتك، زد من درجة طموحاتك، وهذا هو الذي أنصحك به حقيقة، لا تحتاج لأكثر من ذلك.

لكن للمزيد من الأمان والاطمئنان ليس هنالك ما يمنع أن تتناول دواء بسيطا مضادا لقلق المخاوف ومحسنا للمزاج، هنالك دواء يسمى سيرترالين وهو موجود في الهند وفي كل الدول، دواء بسيط جداً وسليم، وأنت تحتاج له من وجهة نظري بجرعة صغيرة، تبدأ بنصف حبة أي 25 مليجرام يومياً لمدة أسبوع، ثم تجعلها 50 مليجرام حبة واحدة يومياً لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عنه، وأعتقد أن ذلك سيكون كافياً جداً.

نصيحة غالية جداً ابننا عبدالله: احرص على وردك القرآني اليومي، استصحب القرآن يومياً وسوف تجد في ذلك خيراً كثيراً، وصلاتك يجب أن تكون في وقتها، وأيضاً الرياضة تعطي طاقات، وتجعل الفكر أكثر وضوحاً في فعل ما هو إيجابي وطيب.

أسأل الله أن يوفقك، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً