الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض الظنان وسوء التأويل وطرق علاجه

السؤال

أنا متزوجة من ابن عمي من الدرجة الثانية، وعندنا في العائلة 4 حالات: إما اكتئاب أو فصام مؤكدة شخصها أطباء، منذ فترة بدأت عند زوجي حالة شك من ناحيتي وحتى الأولاد لا أراه يثق بأحد، وقال لي مرة أنه متأكد أنني أحاول قتله وأنه رأى من يترصد به! وهو يتمسك بأقوال أخيه المريض على أنها حقيقة!

ذاكرته في الغالب جيدة، لكنه أحياناً ينسى أشياء مهمة، وينكر أنه من الممكن أن ينسى، ويتمسك برأيه حتى تتضح الحقيقة فيسكت، أحياناً يكون طبيعياً جداً ولطيفاً معنا، وفجأه تجده يتذكر مواقف قديمة ويبدأ يكتئب وتثور أعصابه لأيام.

لا أظن أنه سيقتنع بأن يذهب للطبيب للفحص مع أنه يعلم بأن هذا المرض عندنا بالعائلة، وأسر يوماً لصديق له بأنه يخاف أن يصاب به، لكنه شخص ناجح في عمله جداً ومحط التقدير وسط العائلة، ولا يثور إلا على نطاق ضيق، وهذه الحالة منذ أعوام قليلة فقط، وهو الآن في الستين من عمره.

أرجو إفادتي كيف أتعامل معه؟ وكيف أعرف ما هو وضعه بالضبط؟ حياتي الزوجية في خطر بعد 25 عاماً من الزواج، ولدي 5 أبناء وبنات منهم الجامعيون ومنهم أولاد مدارس.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على سؤالك.

بالنسبة لزوجك: نستطيع أن نقول إنه لا يُعاني من مرض الفصام والذي هو مرض عقلي رئيسي، ولكن لديه بعض الظنان، وسوء التأويل، والذي يُعالج بطريقتين:

الطريقة الأولى: هي محاولة أن تتجاهلي أفكاره بقدر المستطاع، وأن لا تدخلي معه في نقاشاتٍ منطقية حين الإحساس بأن ما يقوله لا يمكن تبريره؛ لأنه قد اتضح أن الدخول في نقاش مع الشخص حول أفكاره يُساعد في تثبيتها.

الشيء الثاني: يا حبذا لو اقتنع زوجك بأخذ جرعة صغيرة جداً من أحد الأدوية التي تُساعد في علاج هذه الحالات، ومن أفضل هذه الأدوية علاج يُعرف باسم رزبريدون، يمكن أن يتناوله بمعدل 1 مليجرام ليلاً، لمدة أسبوعين، ثم تُرفع الجرعة إلى 2 مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم بعدها تخفض إلى 1 مليجرام ليلاً لمدة شهر، بعد ذلك يمكنه التوقف عن العلاج.

هنالك بعض الطرق التي قد يلجأ البعض لها إذا رفض الشخص تناول العلاج، ومنها: أن تأخذيه للطبيب بدعوى أنك تُعانين من صعوبات ومشاكل نفسية واكتئاب وضغوط، وحين تقابلين الطبيب يمكن أن تذكري له الصعوبات التي يُعاني منها زوجك، ومن خلال ذلك ربما يستطيع الطبيب إقناعه بأنه هو أيضاً يُعاني من صعوبات، وهو في حاجةٍ للعلاج.

هناك طريقة أخرى قد يلجأ إليها البعض وإن كنت شخصياً لا أؤيدها، وهي وضع الأدوية للشخص في طعامه أو شرابه دون علمه، وإن كان يقوم بها البعض بحسن نية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً