الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني رجل يكبرني بـ 17 سنة، هل فارق العمر مناسب؟

السؤال

أريد مشورتكم لأنني في حيرة جداً

تقدم لي ابن عمتي، وهو بعمر 47 عاماً، وأنا بعمر 30 عاماً. قد تمت خطبتي وملكتي على شخص آخر في السابق لكن لم يكتمل الزواج، تم الانفصال مبكراً. أتوا بعده الخطاب لكنهم كانوا متزوجين فلم أوافق، وهو ابن عمتي لم يسبق له الزواج لظروفه.

هو ميسور الحال، لم يكمل تعليمه، ملتزم، ليس لديه دخل ثابت، ويبحث حاليا عن وظيفة، لكنه قادر ومسؤول عن نفسه ويستطيع العمل، لكن الظروف ربما كانت عائقا له، أيضا أنه طيب كما يقال.

الأمر الذي يقلقني هل فارق العمر بيننا كبير؟ أو المستوى التعليمي؟ أعرف أنني لست صغيرة والسنوات تمضي وربما قد لا تتكرر الفرص.

استخرت الله كثيراً، ومازلت مترددة.
أرشدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُقدّر لك الخير، وأن يُحقق لك الآمال، وأن يجمع بينك وبين ابن عمتك، وأن يعمّر داركم بالخير والصالحين من العيال.

ابن العمّة بأرفع المنازل ومواصفاته المذكورة رائعة، والمهم في الرجل هو سمعته، وكونه مسؤول، وليس في نقص المال عيب طالما كان هناك استعداد للعمل، وكل هذا بعد الدين والأخلاق، ويظهر من كلامك أن الأمور كلها جيدة.

أمَّا خوفك من فارق العمر فإنه لا يضر، وابن العم سوف يكون من أحرص الناس عليك، فلا تترددي في القبول به، وأنت مثل بناتنا وأخواتنا، ونرضى لك ما نرضاه لهنَّ.

ولا يخفى عليك أننا أصبحنا في زمان قلَّ فيه من يطرق الأبواب يطلب الحلال، واعلمي أن فارق السن ليس له علاقة بما يحصل من مودة ورحمة، وفي هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- غُنية عن الشرح، فقد تزوّج عائشة والفرق بينه وبينها أكثر من أربعين سنة، وكان عمر صفية 17 سنة، وعمر حفصة 18 سنة، وماتت زينب بنت خزيمة (أم المساكين) وعمرها 28 سنة، وتزوج خديجة وهي تكبره بسنوات، وقد أسعد الجميع عليه صلاة الله وسلامه، وهذا الأمر موجود عند المسلمين وعند غيرهم، وفيهم من يتزوج من الصغيرات وتنجح العلاقة بينهما.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر لك النصح بالقبول بابن العمّة، ونسأل الله أن يسعدكم ويوفقكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً