الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتحسن القلق والأرق عندما أصل للجرعة 40؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا دكتور محمد عبد العليم

أنا أعاني من الوسواس القهري، والقلق، وفي استشارة سابقة حضرتك وصفت لي عقار بروزاك 20 ملجرام لمدة شهر، وبعد ذلك 40 لمدة 3 أشهر، والحمد الله قد تحسنت بعد مرور 3 أسابيع، ومازلت لم أصل للجرعة الـ 40.

هل يزداد التحسن عندما أصل للجرعة 40؟ لأني لم أتحسن كليا، وثانيا أصحو من النوم في وسط الليل ولا أستطيع النوم مرة أخرى، فما الأسباب؟ وما العلاج؟

بارك الله فيك، وجعل ما تقدمه في ميزان حسناتك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حياك الله، وأرحب بك مرة أخرى في الشبكة الإسلامية، وأنا سعيد أنك قد بدأت في اتباع الخطوات العلاجية، وهنالك بوادر تحسُّن، ونسأل الله تعالى أن تصل لأعلى درجات التعافي، وأن يزول عنك هذا الوسواس وهذا القلق.

الاستمرار على العلاج طبعًا مهمٌّ جدًّا، وبالفعل جرعة أربعين مليجرامًا من البروزاك هي جرعة فعّالة من الناحية العلاجية. بوادر التحسُّن بدأت حتى مع جرعة عشرين مليجرامًا، وهذه خطوة إيجابية جدًّا، وقطعًا الانتقال لجرعة أربعين مليجرامًا سوف يكون أكثر فعالية ونفعًا وإيجابية إن شاء الله.

الجرعة الكلية للبروزاك هي ثمانون مليجرامًا يوميًا، لكنك لا تحتاج لأكثر من أربعين مليجرامًا، فيمكنك أن تنتقل لهذه الجرعة، وفي ذات الوقت احرص تمامًا بأن تُحقّر الفكر الوسواسي، وأن تقاوم، وأن تتجاهل، وأن تصرف انتباهك عنه، كما أرشدناك فيما سبق.

بالنسبة لاضطراب النوم: حاول أن تُحسِّن صحتك النومية من خلال تجنّب النوم في أثناء النهار، وحاول أن تثبت وقت النوم ليلاً، والنوم مبكّرًا، والحرص على الأذكار خاصة أذكار النوم مهمّ، لا تتناول محتويات الكافيين – كما هو في الشاي والقهوة – في فترة المساء، لأن الكافيين مادة مُثيرة لكثير من الناس وتؤدي إلى الأرق، ممارسة الرياضة مطلوبة جدًّا، تُحسِّن النوم كثيرًا.

أخي: حاول هذه الطُّرق الطبيعية، وإن لم تتحسَّن يمكن أن تُضيف عقار (أنافرانيل Anafranil) والذي يُسمَّى علميًا (كلوميبرامين Clomipramine) هو من مضادات الاكتئاب والقلق والوساوس، وفي ذات الوقت يتميّز أنه يمكن أن يُحسِّن النوم بصورة جيدة، الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، وهي خمسة وعشرون مليجرامًا، ساعة قبل وقت النوم، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الأنافرانيل.

توجد بدائل أخرى، مثلاً عقار (ريميرون Remeron) والذي يُسمَّى علميًا (ميرتازابين Mirtazapine) أيضًا بجرعة 7.5 إلى 15 مليجراما يُعتبر من الأدوية التي تُحسّن النوم بصورة فعّالة، بل فائدته في هذا السياق أفضل من الأنفرانيل، لكن الأنفرانيل في ذات الوقت – كما ذكرتُ لك – مضاد للوسوسة، فنريد فعاليته في تدعيم البروزاك لعلاج الوسواس وفي ذات الوقت يُحسِّن النوم، أما الريمارون فكما ذكرتُ لك يُحسّن النوم بصورة فعالة، وهو دواء مضاد أصلاً للاكتئاب وللقلق، لكنّه ليس مضادًا للوساوس.

إذًا أمامك خيارات كثيرة جدًّا، لكن أرجو أن تُركز وتُحاول الطرق غير الدوائية التي تحدَّثنا عنها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً